ورد عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب «ليه السلام» في نهج البلاغة: «فإنّ المرأة ريحانة وليست بقهرمانة» (نهج البلاغة، الرسالة: 31).
تدلّ مفردة «ريحانة» على الرقّة، ما يستدعي المراعاة والمحافظة، كما هي الوردة، إذ لا بدَّ من توفير الأجواء اللازمة لنموّها، ثمّ حمايتها من عوامل الذبول والانكسار، لكن ماذا عن رياحين البحرين، وخصوصًا بعد الهجوم القبليّ والجاهليّ على المشاركين في ثورتها المباركة؟ لنطالع جزءًا من معاناة المرأة البحرينيّة نتيجة ذلك:
التدهور الشديد في الحالة العامة لحقوق الإنسان بعد قمع الاعتصام المركزيّ بميدان الشهداء، ما انعكس سلبًا على حقوق المرأة البحرينيّة، حيث بدأ التمييز بكافة أشكاله ضدّها يظهر بشكل أجلى،
وتصاعدت، وبشكل لافت، الشكاوى القانونيّة ضدّ نظام السلطة الخليفيّة المقدَّمة من المرأة بعد القمع الشديد لثورة البحرين، وهذا ما تشهد له لجنة تقصي الحقائق (بسيوني) التي شكّلها النظام بنفسه، والتساؤلات التي أثارتها المنظّمات الحقوقيّة بشأن تطبيق توصيات اللجنة المذكورة.
أمّا ما يتعلّق بالوصول إلى العدالة، فإنّ المرأة البحرينيّة تعدّ الأسوأ حظًّا في الحصول على ضمان الوصول إلى العدالة والخدمات القانونيّة، فكم من امرأة عانت في سجون الظالمين وحرمت العلاج المناسب، وعانى قسم آخر من الفصل التعسفيّ الجائر.
كما تعاني المرأة البحرينيّة من عدم تكافؤ الفرص في الوظائف الحكوميّة، إذ إنّ مؤسّسات الدولة ينعدم فيها التقدم المحرز فيما يتعلق بإدماج احتياجات المرأة في برنامج عمل الحكومة.
كذلك منعت سلطات آل خليفة المقرّر الخاص المعني بمسألة التعذيب من زيارة البحرين، ما يعيق تحقيق العدالة للنساء اللاتي اعتقلنَ وعُذِّبنَ في سجون النظام، ولا كلام فيما يتعلّق بالمشاركة السياسيّة وصنع القرار، فإنّ المرأة البحرينيّة تعاني من شديد الظلم والإقصاء على هذا المستوى.