دشّن ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير مع بداية شهر نوفمبر حملة إعلاميّة واسعة حول «الاستفتاء الشعبيّ» الذي أجري في العام 2014، وصوّت من خلاله شعب البحرين على سؤال «هل تُؤيّدُ تقريرَ مصيرِك باختيارِ نظامٍ سياسيٍّ جديدٍ في البحرين تحت إشرافِ الأممِ المتّحدة»؟
وقد حفلت حسابات ائتلاف 14 فبراير على مواقع التواصل الاجتماعيّ بأرشيف كبير من هذه الملحمة التي عبّر فيها الشعب عن تأييدهم تقرير مصيرهم واختيار نظام سياسيّ جديد.
يذكر أنّ مشروع «الاستفتاء الشعبيّ» انبثق بعد مشاورات واسعة بين قوى المعارضة والمجاميع الشبابيّة وبعض الشخصيّات المستقلّة، وعلى إثر ذلك جاء الإعلان عنه في كلمة لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير يوم الخميس الموافق 25 سبتمبر/ أيلول 2014، في تجمّع جماهيريّ حاشد في عاصمة الثورة سترة، كما كشف عن تكليف هيئة وطنيّة مستقلّة لإدارته وتنفيذه.
وقد سطّر البحرانيّون أروع ملاحم الثبات والنضال بإقبالهم على مراكز الاستفتاء الشعبيّ في يومه الأول والثاني بدءًا من ظهر الجمعة 21 نوفمبر 2014م، بشكل منقطع النظير، حيث شهدت المقارّ في كافّة أنحاء البحرين حضورًا واسعًا من جماهير الشعب البحرينيّ، للتصويت على عمليّة «الاستفتاء الشعبيّ» لتقرير المصير، وفاق الإقبال الشعبيّ حدّ التوقعات، وكان منظر الطوابير الطويلة المتصلة المشهد الطاغي على مختلف مقارّ الاستفتاء، والتي فاجأت المراقبين من داخل البحرين وخارجها والصحفيّين الدوليّين، كما حظيت عمليّة الاستفتاء بالكثير من الإشادات من الداخل والخارح على مستوى العمل التنظيميّ الذي امتازت به المقرّات ضمن انسيابيّة العمليّة الديمقراطيّة بسلاسة.
وحظيت العمليّة بمواكبة إعلاميّة محليّة ودوليّة قويّة، حيث تزامن ذلك مع وجود400 إعلاميّ بين مصوّرٍ وصحافيّ و20 قناة تلفزيونيّة فضائيّة، من بينها القنوات الإخباريّة الدوليّة مثل «بي بي سي» و«روسيا اليوم» و«فرانس 24»، إضافة لـ 30 صحيفة عربيّة ودوليّة، بما فيها الصحف العربيّة الدوليّة مثل «العرب» و«الحياة» و«الشرق الأوسط» و 10 وكالات أنباء، بما فيها كبريات الوكالات العالميّة مثل وكالة الأنباء الفرنسيّة ووكالة رويترز ووكالة أسوشيتيد برس ووكالة الأنباء الألمانيّة، ووكالة الأنباء اليابانيّة، بالإضافة إلى أهمّ وكالات الأنباء العربيّة، كلّها كانت من أجل تغطية انتخابات النظام آنذاك، ولكن استباق تنفيذ الاستفتاء قبل انتخابات بيوم كان ناجحًا في استقطاب الأضواء الإعلاميّة نحوه.
وحاول النظام عبثًا إفشال عمليّة الاستفتاء الشعبيّ بفرض إجراءات أمنيّة مشدّدة، والهجوم على بعض القرى لمنعها، لكن رغم ذلك لم يستطع إيقاف الطوفان الجماهيريّ الذي استمرّ في التوافد للمقرّات حتى آخر ساعات إغلاقها، وقد تعرّض سبعة مقارّ للاستفتاء من أصل 44 مقرًّا لاعتداء مباشر على يد قوّات النظام الذي اعتقل كذلك النساء والعجزة على خلفيّة مشاركتهم بالاستفتاء.
إلى هذا جاءت نتائج الاستفتاء الشعبي على النحو الآتي:
عدد المشاركين في الاستفتاء بلغ «178625» من أصل 250 ألف وُجّهت لهم الدعوة، وذلك بنسبة «71.4 %».
نسبة المصوّتين بـ«نعم» بلغت (99.1%)، ونسبةُ المصوّتين بـ «لا» بلغت (0.7%)، بينما بلغت نسبة الأصوات التي لم تحتسب (0.14%).