يواصل شعب البحرين التعبير عن استنكاره جريمة النظام الخليفيّ التي أودت بحياة الشهيد «علي قمبر» بعد معاناته من مرض السرطان الذي أصيب به في سجونه، وتحت التعذيب.
وفي هذا السياق تشهد بلدة النويدرات، مسقط رأس الشهيد، تظاهرات غاضبة منذ إعلان استشهاده، وفاء له وتمسّكًا بالقصاص من القتلة.
كما اعتصم أهالي بلدة السنابس، وانطلقت تظاهرات في بلدات شهركان والسهلة الجنوبيّة، طالب خلالها المشاركون بالإفراج الفوريّ عن جميع المعتقلين السياسيّين دون قيدٍ أو شرط.
هذا وقد شهد ختام فاتحة الشّهيد حضورًا جماهيريًا حاشدًا، انطلق بعده المعزّون في تظاهرةٍ شعبيّةٍ كبيرةٍ، رفعوا خلالها صور الشّهيد، وردّدوا شعاراتٍ تطالب بإسقاط النّظام، والقصاص من القتلة المجرمين، وأكّدوا السّير على نهج الشّهداء ومواصلة النّضال الشعبيّ، وجدّدوا المطالبة بالإفراج عن جميع المعتقلين السّياسيّين.
وتقدّم الرمز المعتقل الأستاذ عبد الوهاب حسين بالعزاء لعائلة الشهيد، وبالشكر الجزيل لكلّ من قدّم له التعازي باستشهاده.
وفي الخارج أقامت الجالية البحرانيّة في لندن تأبينًا على روح الشهيد، وذلك في مؤسّسة دار الحكمة، كما أقيم مجلس حسينيّ لروح الشهيد في مدينة قم المقدّسة، شارك فيه حشد كبير من الجالية البحرانيّة
وكان الشهيد «علي قمبر» قد استشهد يوم الإثنين 25 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2021، وذلك بعد صراع طويل مع مرض السرطان الذي أصيب به نتيجة التعذيب الوحشيّ وحرمانه العلاج في السجون الخليفيّة، وقد شارك في تشييعه آلاف البحرانيّين، في مسقط رأسه بلدة النويدرات، وذلك على الرغم من استنفار مرتزقة النظام، حيث رفعوا صوره، وردّدوا شعاراتٍ تطالب بإسقاط النظام، وحمّلوا الديكتاتور حمد بن عيسى مسؤوليّة سفك دماء الشهداء، وأكّدوا السّير على نهجهم ومواصلة النّضال الشعبيّ والتمسّك بأهداف ثورة 14 فبراير/ شباط، حتى نيلهم حقّ تقرير المصير.
وطالبوا كذلك بالإفراج عن جميع المعتقلين السّياسيّين في سجون النّظام، وندّدوا بالإهمال الطبيّ وسوء المعاملة التي يتعرّض لها المعتقلون، والتي تسبّبت في وفاة العشرات منهم، وآخرهم الشّهيد.
وكان الشهيد قمبر، وهو شقيق الشهيد «عيسى قمبر»، قد اعتقل في 2 سبتمبر/ أيلول 2014 ضمن حملة مداهمات واسعة، وحكم عليه بتهم كيديّة ذات خلفيّة سياسية، وقد بلغت أحكامه 37 عامًا مع إسقاط الجنسيّة.
وفي 3 يوليو/ تموز 2018 أفرج النظام الخليفيّ عنه بعد أن تدهور وضعه الصحيّ وساءت حالته إلى حدّ الخطر على حياته، وقد غادر البحرين يوم الإثنين 23 يوليو/ تموز 2018 متوجّهًا إلى تركيا للبدء بالعلاج، حيث خضع لعمليّة جراحيّة، لتستمرّ معاناته مع مرضه، حتى ارتقى شهيدًا.