عن مظهر الحقائق الإمام جعفر الصادق «عليه السلام»: «المؤمن أخو المؤمن، عينه ودليله لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشّه، ولا يعده عدة فيخلفه». (ميزان الحكمة، ج ١، ص ٣٨).
إنّ الميزان الذي تقوم عليه الأخوّة لا بدّ من أن يكون «ربّانيًّا»، حيث يجب أن تكون – الأخوّة – في ذات الله تعالى، وإلّا كانت عداوة، كما جاء عن سيّد الموحّدين علي بن أبي طالب «عليه السلام»: «الناس إخوان، فمن كانت أخوّته في غير ذات الله فهي عداوة، وذلك قوله عزّ وجلّ: {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}». (ميزان الحكمة، ج 1، ص ٤٠) .
ففي داخل المجتمعات تنقسم الأخوّة إلى قسمين: الأخوّة النّسبيّة- وهي على نطاق محدود، وأمّا الأشمل والأوسع فهي الأخوّة الدينيّة أو الإيمانيّة، وهي ما عليه كلامنا المختصر.
إنّ اجتماع قلوب المستضعفین داخل المجتمع المؤمن لهو منطلقٌ لتطبيق حقوق الأخوّة الإيمانيّة، وهو أساس يقوم عليه البنيان المرصوص، والعزّة والكرامة، والازدهار والمَنَعَة، وتقوية جبهة الحقّ في قِبال جبهة الباطل.
في بحريننا الغالية، نجد أنّ الشعب المؤمن تجتمع رؤاه في الأخوّة مع نفسه، وانفتاحًا مع إخوة النضال والجهاد من مختلف الفصائل السياسيّة، الإسلاميّة والوطنيّة، فالوحدة تكون على أساس المشتركات، والتكليف يقع على عاتق النخب الشريفة، من علماء وسياسيّين واقتصاديّين وأساتذة، فالأهداف العليا للشعب تستحقّ أن تُعلَن وأن يتم السعي إلى تحقيقها، وأهمّها: الاستقلال في القرار السياسيّ، والسيادة الشعبيّة، والعمل بالأحكام الإلهيّة، فالإسلام يدعو إلى الحريّة، ويدعو إلى العزّة والشرف، وهذا هو تكليفنا اليوم وهذا هو واجبنا -كما تُعبّر المرجعية الدينيّة العليا-.
تقول المرجعيّة الدينيّة العليا المتمثّلة بسماحة آية الله العظمى السيّد علي الحسينيّ الخامنئيّ «حفظه الله» محذّرةً:
«إنّ كلّ حركة اختلافيّة بأيّ شكل كانت: بين الشعوب المسلمة، أو بين أبناء أيّة دولة، هي لعبٌ في الملعب الذي حدّده العدوّ وهي إعانة لهذا العدوّ. يجب أن نأخذ قضيّة الوحدة بجدّية، النّخب السياسيّة والدينيّة والجامعيّة والحوزويّة في كلّ مكان بالدرجة الأولى، وعلى الجميع في بلدنا أن يأخذوا قضيّة الوحدة بجدّيّة».