قال أمير المؤمنين «عليه السلام»: «خير الناس من نفع الناس».
المسؤوليّة تكليف عام، ومن يتصدّى للشأن العام تكون المسؤوليّة أوضح عليه، ويكون مُساءلًا اجتماعيًّا، وقد تلاحقه سلبيّات العمل الاجتماعيّ أو إيجابيّاته، وهو شأن طبيعيّ جدًّا، لذلك ما عليه الحديث في التكافل الاجتماعيّ يتوجّه بالذات لمن يتصدّى للشأن العام قبل غيره.
ويتفرّع التكافل إلى أقسام منها: التكافل النفسيّ، والتكافل المعيشيّ والتكافل العلميّ، فما من أحد «يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه»، كما قال رسول الله «صلّى الله عليه وآله وسلّم» إلّا وشرّع للتكافل النفسيّ، والتكافل المعيشيّ- في أيّامنا هذه- وهو ما تقوم به الجمعيّات الخيريّة والعلماء وأصحاب الأيادي البيض، أمّا التكافل العلميّ فيكون بإزالة الجهل وآثاره، بل تمكين أفراد المجتمع من إتقان المهارات اللازمة لتطوير بلادهم والارتقاء به.
قد تكون آثار التكافل النفسيّ والمعيشيّ لافتة في مجتمعاتنا المتديّنة، بيد أنّ التكافل العلميّ يكاد يكون معدومًا لقلّة الاهتمام به، وإدراك أهميّته القصوى على المستوى الاجتماعيّ والسياسيّ والاقتصاديّ، بالرغم من نتائجه المذهلة، فمن خلاله تنشأ الكفاءات في مختلف المجالات، ما يمكّن من شغر المناصب القياديّة في الدولة والمجتمع، وتزدهر المؤسّسات الأهليّة عبر التخطيط السليم، وتتوفّر الأرضيّة الصحيحة للرفاهيّة الاقتصاديّة.
ثمّة غفلة غير متعمّدة عن التكافل العلميّ، والغفلة هنا تعني عدم المبالغة في الاهتمام بهذا القسم من التكافل، وستكون لهذه الغفلة آثار غير محمودة على المدى المتوسّط والبعيد، لذلك نوجّه الدعوة الصادقة لكافة المعنيّين إلى التخطيط والتنسيق على طريق إنشاء جيل من الكفاءات الثقيلة تخدم دين الله وعباده.