لم تكن التظاهرات التي خرجت ضمن فعاليّات «جمعة غضب ضدّ التطبيع» تظاهرات عاديّة، بل كانت إحياء لنبض الشارع الذي حاول النظام الخليفيّ بكلّ قوّته قمعه ووأده.
واستباقًا لما كان متوقّعًا من فتية وشباب وشيوخ أصرّوا على موقفهم الرافض لتطبيع النظام مع الصهاينة، عمدت أجهزته وقوّاته إلى استدعاء عشرات المواطنين من عدّة مناطق، أبرزها رأس رمّان، وذلك للتحقيق في مركز القضيبيّة يوم الجمعة، درءًا لما قد يخيّب آمال أصدقائه الجدد «الصهاينة» غير المرحّب بهم شعبيًّا في موقف معارض كليًّا لموقفه معهم.
منذ إعلان الدعوة إلى فعاليّات الغضب ضدّ التطبيع، ومرتزقة النظام في استنفار، ولا سيّما في محيط سفارة الصهاينة في العاصمة المنامة، حيث أغلق المداخل والمخارج المؤدّية إليها بالحواجز الإسمنتيّة، بدءًا من يوم الخميس 7 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2021.
ومنذ صباح يوم الجمعة، انتشرت عصابات المرتزقة في الشوارع المحيطة ببلدة رأس رمان، وكثّفت وجودها عند منافذها، مستقدمة عشرات الآليّات لذلك ومئات الجنود، حيث تحوّلت البلدة إلى ما يشبه ثكنة عسكريّة، وفق ما أفادت به شبكة رصد المداهمات، وقد لاحقت هذه القوّات مجموعات الشباب في محاولة لمنع خروج التظاهرة التي انطلقت بالرغم من ذلك، وتعرّضت لقمع عنيف واجهه الثوّار بكلّ شجاعة وصمود.
واستمرارًا بالنهج البوليسي اعتقل النظام العديد من الشخصيات الفاعلة والناشطة من بينها: «الشيخ حمزة الحواج – الحاج مجيد عبد المحسن – الحاج عبد النبي الحواج – الأستاذ علي مهنا»، وقد أفرج لاحقًا عن بعضهم.
وفي سترة احتشدت قوّات النظام عند المدخل تحسّبًا لأي تحرّكات شعبيّة، مع تحليق مروحيّ على علوّ منخفض، ومع انطلاق التظاهرة عملت هذه القوّات على قمع الشبّان، الذين وقع بينهم عدد من الإصابات برصاص الشوزن المحرّم دوليًّا، حيث إنّهم واجهوها بكلّ شجاعة وعلى مسافة قريبة، كما كانت طائرة مسيّرة «درون» تعمل على مراقبتهم.
سبق كلّ هذا تظاهرات وحراك استعدادًا لهذا اليوم التاريخيّ، حيث تواصل اعتصام أهالي السنابس، وانطلقت تظاهرتان في باربار والنويدرات التي حرق فيها العلم الصهيونيّ، وذلك رفضًا للتطبيع مع الصهاينة وتأكيدًا لإسقاط كافة اتفاقيات التطبيع وطرد السفارة الصهيونيّة، مع وجود مستمرّ للمرتزقة في هذه البلدات والعديد غيرها من المناطق.