كثيرة هي الصور التي تحكي أحوال المعتقلين، وكثير منها مؤرشفة في سجلّات النظام الخليفيّ، لا لتراه المنظّمات الحقوقيّة أو المقرّرون الأمميّون المعنيّون، بل لتظلّ في أدراج أجهزته انعكاسًا لساديّة أفرادها.
والأكثر منها يظلّ محفورًا في ذاكرة الأسرى، يُخلّد عميقًا في وجدانهم، وينصهر مع دمائهم التي تجري في عروقهم ما دامت الحياة تنبض بها، قد يترجم أحيانًا كلمات أو رسومات، وقد يبقى أوجاعًا مكتومة للأبد.
وقليلة هي الصور التي تتسرّب خفية من هنا أو هناك؛ فتكشف ما لم يظهر للعلن، وتحكي ما لم ينطقه لسان، وهذه الصورة إحداها، هي واحدة من بين المئات التي توثّق الحقيقة بما لا يعتريها أيّ شكّ.
معتقل رأي مريض، أعياه التعب والسقم، بالكاد يمشي، تقيّده السلاسل من الأيدي والأرجل، وكأنّه مجرم سفّاح، و3 مرتزقة يقودونه إلى موعده في المستشفى، موعد قد انتظره لأسابيع أو حتى أشهر، وقد يعود منه خالي الوفاض، في هذه الصورة تتجلّى كلّ مظاهر إجرام النظام الخليفيّ، وتتعرّى إنسانيّته الزائفة، وتنحني الهامات أمام هذا البطل الذي لا تميله الشدائد.