أكّد ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير أنّ خروج شعب البحرين في ثورة 14 فبراير 2011 كان لأجل تحقيق العدالة والحريّة والاستقامة، وبناء المنظومة السياسيّة الصحيحة التي تعزّز أمن الوطن وازدهاره ونماءه واستقراره الطويل، لافتًا إلى ما قدّمه من تضحيات في سبيل ذلك، ومشدّدًا على رفضه حلولًا شكليّة بائسة ولا تُغيّر من الواقع الظالم شيئًا، وبقاء الاستبداد والفساد والظلم جاثمًا على صدور الناس.
ورأى في بيان له يوم الأربعاء 22 سبتمبر/ أيلول 2021 أنّ الظرف المحلّي الراهن، وبما يشهده الإقليم من تطوّرات متسارعة، يتطلّبُ من الشعب وكافّة أطياف معارضته وقواه المجتمعيّة الحيّة، المزيدَ من اليقظة والانتباه لما يُحيكه النظام الفاقد للشرعيّة من مكائد سياسيّة، بهدف الالتفاف على الحقّ السياسيّ الكامل وغير المنقوص، والاستحقاقات الوطنيّة واجبة التنفيذ.
وشدّد ائتلاف 14 فبراير على أنّ بيانات سماحة الفقيه القائد آية الله قاسم وتوجيهاته هي خارطةُ الطريق التي يهتدي بها، ويسيرُ عليها، وأنّ ما طرحهُ سماحتهُ حول شأن المعارضة يتطلّبُ عملًا دؤوبًا ومخلصًا لتحقيقه عمليًّا على أرض الواقع.
ولفت إلى أنّه لا حلّ قابل للحياة دون تمكين الشعب من تقرير مصيره وكتابة دستوره بمحض إرادته، ولا يمكن تحقيق أيّ استقرار أمنيّ واجتماعيّ واقتصاديّ طويل الأمد من دون المعالجة السياسيّة الحقيقيّة والجذريّة، والتي يُبنى خلالها نظام سياسيّ يليق بشعب البحرين، مضيفًا “إذا كان النظام الخليفيّ يظنّ أنّ الشعب قد تَعِبَ بعد عشر سنوات من الثورة، وسيقبل بالحلول الشكليّة، فهو واهم ومخطئ في قراءته، إذ لا يمكن – بعد كلِّ هذه التضحيات – أن نقبل مع أبناء شعبنا بالعودة إلى ما قبل 2011 مطلقًا، وسنقاومُ أيّ مشروعٍ خليفيّ يُبقي ديكتاتوريّتهم ويتجاوز الاستحقاقات الوطنيّة”.
وقال ائتلاف 14 فبراير إنّ كفّة الميزان الشعبيّ تميلُ بوضوح إلى المعارضة لا إلى النظام الذي لا يحظى بمقبوليّة شعبيّة، وهذا ما أثبته الاستفتاء الشعبيّ حول تقرير المصير الذي جرى في نوفمبر عام 2014، مشيرًا إلى أنّه لو حصل استفتاء شعبيّ جديد حول دستور 2002 الفاقد للاعتبارات القانونيّة والشعبيّة، أو حول قضيّة التطبيع مع الصهاينة، سيرى العالم بوضوح أنّ النظام الخليفيّ فاقد لثقة الشعب الذي يرى بشيعته وسنّته أنّ دستور 2002 بعيد كلّ البعد عن تطلّعاته، وفُرض عليه بإرادة النظام من دون استفتاء، وهو أيضًا يقفُ موقفًا حازمًا ضدّ التطبيع مع الصهاينة أعداء الدين والأمّة على النقيض تمامًا من موقف النظام الذي ارتمى في أحضانهم.
ووجّه التحيّة للرموز القادة وكافةِ المعتقلين السياسيّين موضحًا أنّهم يمثّلون أيقونة الصمود والإباء في ثورة 14 فبراير، كما حيّا عوائل الشهداء والجرحى، وكافّة المهجّرين والمهاجرين في الشتات، قائلًا “ونُكبِر حالة الصبر والصمود التي يعيشونها، ونؤمن أنّ كلّ تضحياتهم وتفانيهم في العطاء – كلٌ من موقعه – ستتوّجُ قريبًا بالنتائج التي نرنو إليها جميعًا”.
وختم ائتلاف 14 فبراير بيانه برسالة لسماحة آية الله قاسم، «سرْ على بركة الله، ونحنُ مع شعبنا وقواه الحيّة من خلفك سائرون بكلّ صدق ووعي، فالأمـرُ لك، ونحنُ طوعُ يمينك، ونسألُ الله أن يتحقّق النصر على يديك، وما النصرُ إلّا من عند الله».