صدر بيان عن ائتلاف شباب ثورة الرابع عشر من فبراير تناول فيه الرفض القاطع للحلول الشكليّة والتشديد على السير خلف راية الفقيه القائد آية الله قاسم، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد خرجنا مع أبناء شعبنا المسلم المسالم قبل أكثر من عشرة أعوام، في ثورة الرابع عشر من فبراير المباركة، نطلبُ الخير كلّ الخير لوطننا الغالي، وننشدُ العدالة والحريّة والاستقامة، ونتطلّعُ إلى بناء المنظومة السياسيّة الصحيحة التي تعزّز أمن الوطن وازدهاره ونماءه واستقراره الطويل، وقدّمنا في سبيلِ ذلك تضحياتٍ جسامًا، لا من أجلِ أن نعود إلى ما كان عليه الوضع قبل عام 2011، ولا من أجل حلولٍ شكليّة بائسة تولدُ ميتة ولا تُغيّر من الواقع الظالم شيئًا، ولا من أجلِ أن يبقى الاستبداد والفساد والظلم جاثمًا على صدور الناس.
إنّ الظرف المحلّي الراهن، وبما يشهده الإقليم من تطوّرات متسارعة، يتطلّبُ من شعبنا وكافّة أطياف معارضته المخلصة وقواه المجتمعيّة الحيّة، المزيدَ من اليقظة والانتباه لما يُحيكه النظام الفاقد للشرعيّة من مكائد سياسيّة، بهدف الالتفاف على الحقّ السياسيّ الكامل وغير المنقوص، والاستحقاقات الوطنيّة واجبة التنفيذ، وهنا نودُّ تأكيد ما يأتي:
أوّلًا: إنّ بيانات سماحة الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم وتوجيهاته هي خارطةُ الطريق التي نهتدي بها، ونسيرُ عليها في ائتلاف 14 فبراير، ونعتزُّ ونفخرُ بذلك لأنّ في ذلك رضا الله سبحانه وتعالى، من هنا فإنّنا نرى أنّ ما طرحهُ سماحتهُ حول شأن المعارضة يتطلّبُ عملًا دؤوبًا ومخلصًا لتحقيقه عمليًّا على أرض الواقع، وإنّنا نضعُ أنفسنا رهن إشارة سماحته وتوجيهاته الرشيدة التي صدرت، وسنبذلُ كلّ جهد مطلوب مع إخوتنا في أطياف المعارضة لتحقيق المزيد من التلاقي والانسجام والعمل المشترك الحقيقيّ والاستراتيجيّ، بما يحقّق النتائج الإيجابيّة لشعبنا الأبيّ ووطنا العزيز.
ثانيًا: لا حلّ قابل للحياة دون تمكين الشعب من تقرير مصيره وكتابة دستوره بمحض إرادته، ولا يمكن تحقيق أيّ استقرار أمنيّ واجتماعيّ واقتصاديّ طويل الأمد من دون المعالجة السياسيّة الحقيقيّة والجذريّة، والتي يُبنى خلالها نظام سياسيّ يليق بشعب البحرين، وإذا كان النظام الخليفيّ يظنّ أنّ الشعب قد تَعِبَ بعد عشر سنوات من الثورة، وسيقبل بالحلول الشكليّة، فهو واهم ومخطئ في قراءته، إذ لا يمكن – بعد كلِّ هذه التضحيات – أن نقبل مع أبناء شعبنا بالعودة إلى ما قبل 2011 مطلقًا، وسنقاومُ أيّ مشروعٍ خليفيّ يُبقي ديكتاتوريّتهم ويتجاوز الاستحقاقات الوطنيّة، وهذا هو عهدنا مع دماء الشهداء وأنّات الجرحى وعذابات الأسرى وصمود المهجّرين والمهاجرين.
ثالثًا: إنّ كفّة الميزان الشعبيّ تميلُ بوضوح إلى المعارضة لا إلى النظام – كما عبّر عن ذلك الفقيه القائد قاسم – ونحنُ نُدرك يقينًا أنّ النظام الخليفيّ لا يحظى بمقبوليّة شعبيّة، وهذا ما أثبته الاستفتاء الشعبيّ حول تقرير المصير الذي جرى في نوفمبر عام 2014، ولو حصل استفتاء شعبيّ جديد – تحت إشراف مستقلّ – حول دستور 2002 الفاقد للاعتبارات القانونيّة والشعبيّة، أو حول قضيّة التطبيع مع الصهاينة، سيرى العالم بوضوح أنّ النظام الخليفيّ فاقد لثقة الشعب، بل إنّه غريب عنه وبعيد عن ثقافته، فشعب البحرين بشيعته وسنّته يرى أنّ دستور 2002 بعيد كلّ البعد عن تطلّعاته، وفُرض عليه بإرادة النظام من دون استفتاء، بل من دون أن يمثّلهُ أحد في صياغته، وهو أيضًا يقفُ موقفًا حازمًا ضدّ التطبيع مع الصهاينة أعداء الدين والأمّة على النقيض تمامًا من موقف النظام الذي ارتمى في أحضانهم.
رابعًا: نرسلُ تحيّة إكبارٍ وإجلال للرموز القادة المغيّبين ظلمًا في السجون، ولكافةِ المعتقلين السياسيّين الصابرين الصامدين، فهم يمثّلون أيقونة الصمود والإباء في ثورتنا المباركة، وصبرهم في السجون المظلمة محلّ تقدير واعتزاز كبيرين، كما نُحيّي عوائل الشهداء والجرحى، وكافّة الأحبّة المهجّرين والمهاجرين في الشتات، ونُكبِر حالة الصبر والصمود التي يعيشونها، ونؤمن أنّ كلّ تضحياتهم وتفانيهم في العطاء – كلٌ من موقعه – ستتوّجُ قريبًا بالنتائج التي نرنو إليها جميعًا.
ختامًا: نقولُ لسماحة الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، «سرْ على بركة الله، ونحنُ مع شعبنا وقواه الحيّة من خلفك سائرون بكلّ صدق ووعي، فالأمـرُ لك، ونحنُ طوعُ يمينك، ونسألُ الله أن يتحقّق النصر على يديك، وما النصرُ إلّا من عند الله».
صادر عن: ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الأربعاء 22 سبتمبر/ أيلول 2021 م