أكّد الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم إنّ النظام في البحرينِ كان غير مستعدٍ نفسيًّا ولا عمليًّا ولا أن يتحدث ولو بكلمةٍ واحدةٍ عن إصلاح، أو تغيير للوضع السياسي والحقوقي العام السيّئ الذي جاء من صناعةِ يديه.
ولفت سماحته في بيان له يوم السبت 18 سبتمبر/ أيلول 2021 إلى أنّه مع التغيّر في الوضع العالميّ والإقليميّ الضاغط على الحكم من النمط القائم في البحرين؛ فقد أصبح التغيير لا بدّ منه عمليًّا حفاظًا على مصلحة البقاء لهذه الأنظمة ودرءًا لمحاذيرَ خطيرة، مشدّدًا على أنّ المعركةُ التي تخوضها هذه الأنظمة اليوم ليس لإسقاط المطالبة النهائية بعمليّة التغيير والتفكير بها، بل هي من أجل أن يأتي التغيير بأدنى مستوى ممكن، وشكليًا ما أمكن، وأن تصب مختلف الجهود المكثفة على تجميع رأي عام يرضى بلونٍ من ألوان الحلّ الشكلي الكاذب الذي لا يغيّر من واقع الظلم والتهميش الذي يعيشه الشعب شيئًا.
ورأى آية الله قاسم أنّ الحكومة في البحرين رؤيتها واضحة في هذا الأمر والطريق لتحقيقه واضح كذلك، وسعيها جادٌ وحازمٌ في تحقيقهِ على الأرض، ووسائلها مدروسةٌ ومتينة، وسياستها مشتغلةٌ بالتحضيرِ إلى الحلولِ الشكليةِ الهزيلة، مستغربًا أمر المعارضةِ التي تقفُ موقفَ المتفرّجِ مما يحصل على الأرضِ من جانب نظام الحكم، وكأنّها تنتظر ما يصل إليه قراره في مصير الشعب الذي هو مصيرها، والقضيّة التي تحمّلت على المدى الطويل مسؤوليّة حمايتها.
وقال سماحته إنّه لا شيء من اللقاءات التفاهمية والدراسية بين الفصائل والنشطاء في ما يكون هو الصالح في مقابلة السعي الرسمي للالتفافِ على الوضعِ القاضي بالتغيير، ولا شيء من التنسيق وتجميع القوى وتوحيد الموقف في صالح إنقاذ الوضع وإعادة الحقوق وإنجاح المطالب، مضيفًا «إنّه انتظارٌ غير مسؤولٍ لما تصير إليه إرادة الآخر، واستسلام لما تنتجه إرادته التنفيذية، وربما كان ذلك من الانتظار لمعركة حادّة بين أطراف من المعارضة لو جاء حلّ مفروض مهزوز من طرف الحكم وقد هيّأ له مساحةً من الرأيِ العام والمعارضة».
وختم سماحة الفقيه القائد قاسم «إذا كان الاتجاه لتحقيق استقرار وطني متّصف بقابليّة البقاء وإعطاء فرصة لبناء الوطن بناءً قويًّا؛ فكلّ من المعارضةِ والحكومة مخطئان طريق الغاية بالتوافق على حلّ اسمي شكلي بغير مضمون جدّي منصف للشعب معترف بمصدريته بالنسبة للحكومة بعد التسليم بعبوديته لخالقه الملزمة له بطاعته».