رأى الرمز المعتقل «الأستاذ عبد الوهاب حسين» أنّ الشّجرة التي تُسقى بدماء الشّهداء ومداد العلماء لا تموت؛ لأنّها سُقيت بماء الحياة فيمتنع عليها الموت، مؤكّدًا أنّ الشّهداء لهم الأثر الأعمق الذي لا يُمحى، والفضل الأكبر الذي لا يُنكَر، وقد أورثوا لشعبهم ولأسرهم خاصّة شرفًا لا يُخفَى ومجدًا لا يُنسَى.
وقال في تصريحٍ له يوم الجمعة 17 سبتمبر/ أيلول 2021 من سجن جوّ المركزيّ إنّ المبعدين عن وطنهم وأهلهم وأموالهم صاروا صوتَ الحقّ والعدل الحُرّ الهادر بالمظلوميّة الظّاهرة، يصدعون بلسان الحال ولسان المقال، فلا يُخفَى صوتهم ولا يُحاصَر بحال، والمنتظر منهم أن يواصلوا السّير باقتدارٍ وثبات، وأن يقولوا رأيهم الحرّ المستنير فيما يحدث من الأمور بشجاعةٍ أدبيةٍ مسؤولة.
وأكّد الأستاذ عبد الوهاب أنّ المعارضة الصّابرة المحتسِبة المستميتة لجميع فئات المجتمع وشرائحه ترى بنور الحقّ وميزانها العدل، وعمادها التوكّل وغايتها الإصلاح، ويحتضنها شعبٌ كريمٌ يعشق أبناءَهُ الأبرارَ المضحّين الأوفياء ويوقّرهم ويمجّدهم ويرفع ذكرهم ويحميهم ويدافع عنهم موعَدون بحتميّة النّصر.
ودعا الرمز المعتقل إلى التلاحم ورصِّ الصّفوف والتحلّي بالصّبر والثّبات، وترك الاستعجال ونبذ الأنانيّة والتفرّد والاستبداد، والأخذ بالتكامل في الأدوار، والنّظر بعين البصيرة والاعتبار إلى متطلّبات الحاضر والمستقبل، والاستجابة الجامعة للرأي والمتوازنة في كلّ وضعٍ مستجدٍّ بما يُحصد خيره ويُدفع شرّه ولا ينقض الغرض، محذّرًا من ضيق الأفق وخطأ الحسابات والتفريط في المكتسبات والاستحقاقات ومتطلّبات المستقبل أو تضييع الفرص؛ ورأى أنّ التعدّدية مع التكامل والتنسيق ووضوح الرؤية، لا تعني الفرقة؛ بل هي قوّةٌ وسبيلٌ لاقتناص كافّة الفرص في مختلف الأوضاع وتحصيل مكاسبها، ويمكن أن تُظِل الجميعَ مظلّةٌ واحدةٌ، والخيارُ متروكٌ أخيرًا للمتصدّين- بحسب تعبيره.