خياراتٌ شعبيَّة
في البحرين ركام من مشكلات سياسيّة، وحقوقية أخرى، وقد طال مداها ولا إصلاح.
وتأتي خياراتٌ شعبيَّة مختلفة على مستوى التصوّر الذهنيّ، بينها تفاوتٌ كبيرٌ من حيث النتيجة العمليَّة من أجل ألّا ينتهي وضع الوطن إلى الفشل الدائم، والدمار التّام، ومن أجل أن ينتقل إلى خطّ العافية.
وعلى الشّعب -ومعارضته- وضع اليد على الخيار الذي يرى فيه أنّه أقرب إلى الإنقاذ.
عدّة خياراتٍ يختلف على ما يصحّ الأخذ به، منها:
- اللوذ بالصَّمت أو ما يشبهه، وانتظار الحكومة إلى حين تتصرف كما تريد في مصير الشعب وكأنّ الأمر لا يعنيه، وهو خيارُ مَن استسلم لمن ينازعه في حقوقه، ويضادّه في إرادته. خيارٌ لا يأخذ به عاقل.
- أن يعمل كلُّ فصيلٍ، وكلُّ ناشطٍ مستقلّ من المعارضة لوجهة نظره التي يتبنّاها، وإنْ تعاكست وتعارضت وجهات النظر فيما بينها، وأسقط بعضها بعضا.
وهذا ما حذّر منه كلّ العقلاء، وما حال بين الحراك الطويل وتحقيق أهدافه.
- أن يتعلّم الدرس من التّجربة، وتتّجه المحاولةُ المشتركةُ لتلاقي وجهات النظر على حلٍّ مشرِّفٍ للأزمة، تحشد له كلّ الإمكانات، وتطلب له كل القوى والمساعي -مما تطاله اليد- في إطار السلمية التي تحلّى بها هذا الشعب، وتميَّز بها تميّزًا واضحًا في إصرار على تحصيل مطالبه العادلة التي لا معدل عنها، وأساسها حقّه السياسي على مستوى الدستور والتنفيذ.
ولا سباق على النتائج الفئوية، والنتائج الهزيلة لقطع الطريق على النتائج التي تمثل الحل الجذري.
فليكن التنادي من الجميع لأمرٍ واحد وهو: تغليب المصلحة العامة للوطن، والحل الشامل الذي يخدم كلّ مكوّناته، ويحقق له الاستقرار، وتقدّم المسيرة.
والتفريط في هذا الأمر يعني بقاء الوطن في متاعبه، وانقاساماته، وانحداره، وتدهوره.
فلا يذهب الخيار من أحدٍ به إلى ذلك.
عيسى أحمد قاسم
٩سبتمبر ٢٠٢١