بعيدًا من كلّ الحسابات السياسيّة والعسكريّة والأمنيّة والاقتصاديّة، لو جئنا لعقيدتنا القرآنيّة لوجدنا في صريح آيات الكتاب أنّ اليهود والنصارى مهما تزلّفوا وادّعوا الرحمة والإنسانيّة فإنّهم لن يكونوا لك ظهيرًا حتى تتخلّى عن دينك ومعتقدك.
هذه المعادلة لا يؤمن بها إلّا من آمن بصدق ما هو موجود في كتاب الله، وبحتميّة انطباقه على الواقع، ولا يوهم نفسه بغير ذلك إلّا كافر بالله وكتابه، ومشكّكٌ بمسلّمات الدين وأركانه.
لم تكن الأنظمة المطبّعة يومًا مع القضيّة المركزيّة للمسلمين (فلسطين) بصدق، بل كانت تحابي شعوبها الأصيلة والرافضة لمجرّد التفكير بإقامة علاقات وديّة مع هذا الكيان اللقيط، وعملت هذه الأنظمة بالخفاء مع أسيادهم الأمريكان والصهاينة لتذليل العقبات، وإزالة المنغّصات لإشهار العلاقة معه.
فعمليّات القمع الشديدة التي تعانيها شعوب الدول التي تحكمها أنظمة طبّعت مع «إسرائيل» لم تحملها على الرضا بهذا التطبيع، بل أجّجت فيها روح الإصرار والمقاومة، وصارت تتجاوز الخطوط الحمر التي وضعتها الأنظمة في قِبال حرية الرأي والتعبير، غير آبهة بعواقب بوحها بالرفض القاطع لمثل هذه العلاقات.
إنّ الشعب البحرانيّ الأصيل، واحد من هذه الشعوب، وهو يعرب عن رفضه القاطع لمثل هذه العلاقات غير الشرعيّة باستمرار، وسينزل إلى الشوارع للتعبير عن اشمئزازه من وجود الصهاينة على أرضه، وسينتقل من مرحلة ردّة الفعل السلبيّة إلى مرحلة الفعل المؤثر بإذن الله تعالى.