لم تكن البيانات الصادرة من الديكتاتور حمد وبعض أزلامه سوى غطاء لانتهاكات نظامه الطائفيّ خلال موسم عاشوراء، ذلك أنّ مسلسل التضييق على المراسم العاشورائيّة التي استمرت خلال الأيّام 11 و12 و13، وخصوصًا مواكب العزاء في الديه وعالي وسترة والمصلّى ومدينة الزهراء (الدوار الرابع) والسنابس، وأبو قوّة، ومقابة، شهدت استنفارًا واسعًا من مرتزقته وآليّاتهم.
إلى ذلك استدعت أجهزة النظام عددًا من الخطباء والرواديد على خلفيّة مشاركاتهم بإحيائهم ذكرى عاشوراء، حيث استدعت الشّيخ هاني البناء للتحقيق قبل أن تفرج عنه، كما استدعت الشيخ عزيز الخضران للتحقيق في مركز الشّرطة، في حين استدعت الرادود الحسينيّ مهدي سهوان لمركز شرطة دوّار 17 للتحقيق، استمرارًا في النهج الإرهابيّ المقيت.
هذا وكان الديكتاتور حمد بن عيسى قد سارع إلى إصدار بيان يوم العاشر من محرّم قال فيه: «إنّ البحرين ستبقى بنموذجها المتحضّر وبعزيمة الإرادة الوطنيّة مرجعًا إنسانيًا في ممارسة الحريّات الدينيّة واحترام التعدديّة المذهبيّة، ومركزًا حاضنًا لقيم ديننا الحنيف بمبادئه العظيمة ونهجه القويم».
بينما شهد موسم عاشوراء هذا العام عشرات الانتهاكات من النظام الخليفيّ منذ ما قبل بدئه، من إزالة الرايات والأعلام، والتضييق على الأهالي ومديري المآتم، واستدعاء خطباء ورواديد، واعتقال شبّان على خلفيّة المشاركة في الإحياء، وتكثيف الدوريات الأمنيّة في العاصمة المنامة ومختلف المناطق، ولا سيّما بالقرب من المآتم، حيث كان المرتزقة يعمدون إلى تصوير المعزّين وهم يحيون الشعائر، ويعملون على تهديدهم وتسجيل بياناتهم.