وثّقت شبكة رصد المداهمات عشرات الانتهاكات الخليفيّة منذ ما قبل بدء موسم عاشوراء 1443هـ، من إزالة الرايات والأعلام، والتضييق على الأهالي ومديري المآتم، واستدعاء خطباء ورواديد، واعتقال شبّان على خلفيّة المشاركة في الإحياء.
وذكرت الشبكة أنّ هذه الانتهاكات التي طالت المظاهر العاشورائيّة بدأت منذ 6 أغسطس/ آب 2021، حيث أخذت مليشيات مدنيّة مسلّحة تجوب شوارع بلدة عالي لمراقبة الشباب الحسينيّ الذين يقومون بتركيب المظاهر العاشورائيّة في المنطقة.
وفي 7 أغسطس/ آب منع النظام أصحاب المحلّات التجارّية من الجالية الآسيويّة من تقديم أيّ مساعدة للشباب الحسينيّ الذين يعملون على تركيب المظاهر العاشورائيّة، عبر تهديدهم، كما اعتقل مجموعة من شباب بلدة الدراز أثناء تركيبهم الرايات الحسينيّة ونقلهم لمركز شرطة البديّع، وأفرج عنهم لاحقًّا.
وأزال المرتزقة في 8 أغسطس/ آب الرايات الحسينيّة في مدينة الزهراء «الدوار الرابع»، وذلك عبر اقتحامها أكثر من مرّة، واعتدت عصاباتهم على المظاهر العاشورائيّة في بلدات المنطقة الغربيّة والمالكيّة، ودمستان التي نجح شبابها بإعادة تعليق الرايات بعد إزالتها ومصادراتها، ومنذ ليلة الحادي من المحرم (9 أغسطس/ آب) كثّف النظام عناصره في العاصمة المنامة، وقرب المآتم في البلدات، وعند مدخل بلدة الجفير المؤدّي إلى القاعدة الأمريكيّة، وأجبر إدارة مأتم جبلة حبشي على إزالة يافطة مكتوب عليها «يزيد رجل فاسق شارب للخمر، قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله»، وعملت عيونه على تصوير ساحة التمثيل الحسينيّة في المصلّى.
وفي الأوّل من محرّم أزالت عصابات المرتزقة راية الإمام الحسين «ع» في المصلّى، ويافطة حسينيّة في بلدة الديه، ووردت أخبار تفيد بحرمان معتقلي الرأي في مبنى 20 بسجن جو المركزي سيئ الصيت من الخروج إلى المتنفس، ومنعهم من إحياء الشعائر الحسينيّة، وتهديد معتقلي الرأي في مبنى 5 بإدخال فرقة مكافحة الشغب لفض الاعتصام السلمي جراء منعهم من إحياء عاشوراء، وفق ما ذكرته الشبكة.
ومع حلول الليلة الثانية من محرّم عمدت ميليشيات النظام إلى استفزاز المعزّين في رأس رمان وتصويرهم، وأوقفت السيارات الخارجة من السنابس حيث سجّلت بيانات أصحابها ليتم استدعاؤهم في وقت لاحق، ونهارًا اعتدى المرتزقة على المظاهر العاشورائيّة وأزالوا الرايات الحسينيّة في بلدات السهلة الجنوبيّة، والبلاد القديم والمصلّى، وعاصمة الثورة سترة (واديان)، وأبعدت أجهزة النظام الخطيب الحسينيّ سماحة السيد هشام البطاط إلى بلاده بعد منعه من القراءة في باربار والبلاد القديم، كما استدعت عددًا من أهالي مدينة الزهراء (الدوار الرابع) لمركز الشرطة، وطلبت منهم إحضار الرايات الحسينيّة المعلقة فوق أسطح منازلهم.
وفي الثالث من محرّم استدعى النظام عددًا كبيرًا من المواطنين بمختلف المناطق والمدن بسبب تعليقهم الرايات الحسينيّة على أسطح منازلهم، وطالبهم بإزالتها، وأوقف الرادودين «محمود القلاف وصالح سهوان» بعد استدعائهما لمركز شرطة الحورة للتحقيق معهم بتهم تتعلق بإحياء عاشوراء.
أما في اليوم الرابع من محرّم فقد قامت مليشيات النظام الخليفي بملاحقة المعزين الخارجين من السنابس، والذين يركنون سياراتهم قرب ساحة الوحدة لتسجيل بياناتهم الشخصيّة، وتمّ استدعاء عدد من المواطنين، ومن مختلف الأعمار، لمركز شرطة دوار 17، وبعضهم دخل للتحقيق وانقطع التواصل معه، كما تواردت أنباء شبه مؤكدة عن اعتقال ما يقارب 7 مواطنين داخل أحياء بلدة السنابس، وتم استدعاء الرادود الحسيني «حسن نوروز» مع ما يقارب 16 مواطنًا لمركز شرطة الحورة، إضافة إلى سماحة «الشيخ محمد الرياش».
وفي الخامس منه اعتقل النظام شابين من بلدة كرزكان «علي منصور الملاح ومحمد مهدي ضيف» بعد استدعائهما لمركز الحورة، وقد اعتدت عصاباته على المظاهر العاشورائيّة والرايات الحسينيّة في بلدة رأس رمان والماحوز، وأجرى اتصالات برؤساء مآتم المصلّى لمنعهم من تسيير المواكب العزائيّة الحسينيّة.
وفي السادس من محرّم اعتدت قوّات مدنية مقنعة على الرايات الحسينيّة والمظاهر العاشورائيّة في مدينة الزهراء، واستدعى النظام «سماحة الشيخ عبد المحسن ملا عطية الجمري» للتحقيق في مركز شرطة المحرّق وأفرج عنه لاحقًا، كما اتصلت أجهزته بإدارة مأتم سلماباد لإجبارها على تكديس المشاركين في موكب العزاء في محيط المأتم فقط، وهدّدتهم من خروج موكب العزاء في مساره المعتاد، وقد أحاطت عناصر مرتزقة المعزين عند المأتم ليلًا في محاولة لمنعهم من الخروج في موكب العزاء، وفي جبلة حبشي قام مرتزقة النظام الخليفيّ بحملة تفتيشيّة قرب المأتم بحجّة الاحترازات الوقائية لمحاربة فيروس كورونا، وأمرت إدارة مأتم كرزكان بخروج الموكب العزائي فقط في محيطه.
وفي السابع من محرّم أجرت أجهزة النظام اتصالات لعدد من إدارات مآتم البحرين لإجبارها على الانسياق مع ما أصدره الفريق الطبيّ حول اقتصار الحضور يومي التاسع والعاشر بـ30 شخصًا في المجالس الحسينيّة، واتصلت للمرة الثانية على التوالي بإدارة مأتم كرزكان لإجبارها على أن يكون موكب العزاء في محيط المأتم.
وفي الثامن من محرّم تمّ استدعاء رئيس مأتم الإمام علي «ع» ببلدة الدير «الحاج فاضل حماد»، وراقبت عصابات المرتزقة موكب عزاء الزنجيل، وقامت بتصوير موكب العزاء المركزي في قرية أبو قوّة، كما استدعى النظام عددًا من رؤساء مآتم بلدة المصلّىللمرة الثالثة على التوالي وهدّدهم باتخاذ إجراءات في حال تم تسييرّ المواكب العزائيّة.
وواصل النظام اعتداءاته في التاسع من محرّم حيث استدعى إدارة مآتم بلدة المقشع وهدّدها باتخاذ إجراءات في حال تم تسييرّ المواكب العزائيّة ضمن مراسم عاشوراء، وتمّ توقيف رئيس هيئة مواكب الدير «فيصل المؤمن» بعد استدعائه للتحقيق، وأقدمت مليشيات العصابة الخليفيّة على تصوير بعض منازل بلدة كرباباد التي تقوم بتوزيع أطعمة وفق التدابير الاحترازية الصحة، وقد استدعى أيضًا الرادود الحسيني «السيد أحمد العلوي» لمركز شرطة سماهيج، وذلك على خلفيّة المشاركة في موكب عزاء في بلدة الدير ليلة الثامن من محرم، إضافة إلى 10 مواطنين من بلدة كرزكان للتحقيق معهم بتهمة المشاركة في المواكب العزائية وتم توقيف 2 منهم والإفراج عنهم في وقت لاحق بكفالة 100 دينار.
وفي العاشر من محرّم استنفرت مركبات عسكريّة وحافلات بشكل واسع على مشارف بلدة النويدرات تزامنًا مع انطلاق مسيرة التلبية الحسينيّة، واستباقًا لموعد انطلاق الموكب الحسيني المركزي شهدت السنابس استنفارًا واسعًا للمركبات العسكرية والآليات المدرعة.
إلى هذا كانت الدوريات الأمنيّة تجول بكثافة في العاصمة المنامة ومختلف المناطق، ولا سيّما بالقرب من المآتم، حيث يعمد المرتزقة إلى تصوير المعزّين وهم يحيون الشعائر، بحسب تقرير شبكة رصد المداهمات.