قال أمير المؤمنين «عليه السلام»: «أيّها الناس استعدّوا للمسير إلى العدوّ، في جهاده القربة إلى الله تعالى ودرك الوسيلة عنده».
يتّفق المراقبون حول أهميّة الحديث عن التحرّر من قبضة الاحتلال كلما حلّت ذكرى الاستقلال «الشكليّ» من المحتلّ البريطانيّ في العام 1971م، فأغلب النقاشات تدور حول كيفيّة إتمام الاستقلال من الاحتلال الخليجيّ الذي تكالب على أرض البحرين وشعبها الأعزل.
قد تكون نقطة البداية في الإيمان أنّ مسار التحوّل في موضوع الاستقلال يكون في مقاومة المحتلّ على المستويات الدنيا، ويتدرّج إلى أن تصل النوبة إلى مقاومته في كلّ الميادين، وطرده من أرض الوطن، وبذلك لا بدّ من أن تكون مسألة «الإعداد» حاضرة في طول المسيرة.
فلا بديل عن «الإعداد» لأنّه بداية الطريق الذي يضمن الاستقلال، والطريقة السليمة للتخطيط المحكم، أمّا الجهر والسريّة فحيثيّتان مهمّتان تقيّمهما القيادة الشجاعة والحكيمة، والإعداد من بديهيّات العمل السياسيّ والعسكريّ والثقافيّ والإعلاميّ، ولكنّه يحتاج إلى قرار وفق التكليف.
ما المطلوب سياسيًّا وإعلاميًّا؟
نرى أنّ مسؤوليّة كبيرة تُلقى على المتصدّين من مؤسّسات وشخصيّات عامّة، فعليهم تكرار الحديث عن خطورة انتهاك السيادة الوطنيّة، وضرورة محاسبة المتسبّبين بهذا الانتهاك، والسعي بكلّ ما أمكن إلى التخلّص من المعتدين على السيادة.
أمّا المطلوب اجتماعيًّا، فقد يكون من أهم سُبُل الإعداد عدم التعاون مع أيّ قرار يدعم هذه القوّات، وتوجيه عامّة الناس إلى مقاطعة اقتصاديّة واسعة لمنتجات المحتلّ، وعمليًّا؛ هذا ما أزعج العدوّ الصهيونيّ في جنوب لبنان إبّان الاجتياح.
وكذلك فإنّ المثقّفين معنيّون بتكاثر أقلامهم ومحاضراتهم ضدّ المحتلّين، والمناداة والتنظير المتقن لإخراجهم من أرض البحرين، واستعادة السلطة كاملة من أيديهم وأيدي من استجلبهم لحماية عرشه.
إذن، فالمسؤوليّة مشتركة وواسعة، إذ إنّ «كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيّته»، وكلّما كان الدافع داخليًّا كان الأثر أقوى خارجيًّا، وعدم السماح بالتعايش مع المحتلّين أو التطبيع مع وجودهم غير الشرعي، والذي تسبّب بمآسٍ وآلام كبيرة.