صدر بيان عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بمناسبة عيد الاستقلال هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
تحلّ الذكرى الخمسون لزوال الاحتلال البريطانيّ العسكريّ عن أرض البحرين، في ظلّ تغاضٍ رسميّ «متعمّد» ممّن تدعى مؤسّسات الدولة وكلّ وسائل إعلام آل خليفة الذين أعلنوا مرارًا أسفهم لزوال هذا الاستعمار، متمّنين منه الرجوع مرة أخرى بأساليب ملتوية غير صريحة حينًا، وأخرى صريحة حينًا آخر كالتي جاءت على لسان الديكتاتور المجرم حمد آل خليفة عندما تساءل قبل أعوام في قصر ويندسور ببريطانيا مخاطبًا البريطانيّين بعبارته الشهيرة الساقطة: «من طلب منكم الرحيل؟».
إنّ عدم اعتراف حكّام آل خليفة بذكرى استقلال البحرين الحقيقيّ في 14 أغسطس هدفه تزوير التاريخ، والإبادة الثقافيّة لشعب البحرين الأصليّين وتغييب نضالاتهم الطويلة في مشروع استرداد حقوقهم المسلوبة، التي دفعوا من خلالها في ذلك الزمان أغلى الأثمان من سجن وتهجير، حتى خرج المحتلّ البريطانيّ من البلاد.
تحلّ علينا هذه الذكرى، ذكرى عيد الاستقلال، وبلدنا فاقدٌ للسيادة على يد نظام الحكم الخليفيّ الإقطاعيّ الذي هو من صنيعة الاستعمار البريطانيّ البائد، وذلك ليبقى عينهم الساهرة على مصالحهم الاستعماريّة، ولكي يمنع شعب البحرين من الحصول على سيادته الكاملة عبر نيله حقوقه المشروعة، وأوّلها حقّ تقرير المصير، ولا سيّما أنّ الاحتلال البريطانيّ تغيّر بالشكل لا بالمضمون، إذ حلّ العمل الاستخباراتيّ الخبيث والتنسيق الأمني بأشكاله البغيضة المختلفة مكان البدلة العسكريّة، ولم تتغيّر اتفاقيّة الحماية الأمنيّة البريطانيّة القديمة المسماة بـ«معاهدة الصداقة» للحكّام الخليفيّين، بل دُعمت بقاعدة عسكريّة تمنع شعب البحرين بالقوّة من إدارة البلاد بالديمقراطيّة، وهذا يؤكّد أنّ السياسة العميقة للمملكة المتحدة هي محاربة الشعوب في نيل حقّ تقرير مصيرها، بل ضرب كلّ ما يمتّ إلى حقوق الإنسان بصلة.
لقد تعاهدنا في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير أن نبقى مخلصين لشعبنا في رفض أيّ استعمار يهدّد بلدنا، وينتقص من سيادته وفاءً منّا لتضحيات الأجيال السابقة لتحقيق ذلك الاستحقاق العظيم، وجعلناه أيضًا أمانةً في أعناقنا للجيل القادم، ولهذا مقاومتنا للاحتلال الخليفيّ مستمرّة، فهو الذي قوّض كلّ الحلول السياسيّة التي تؤدّي إلى الدولة الديمقراطيّة المدنيّة، لا دويلة الإقطاع الخليفيّة كما هو الحاصل اليوم، وبهذه المناسبة ندعو إخوتنا وأبناءنا وشركاءنا في الوطن إلى التأمّل العميق في مضمون عيد الاستقلال الخمسين، واستخلاص العبر من كلّ محطاته الزمنيّة والبناء عليها، فما هذا الواقع إلا امتداد للتاريخ وعنوانه الأساسي والمركزيّ مقاومة كلّ مشروع احتلاليّ غازٍ يمنع الشعب من حقّ تقرير مصيره.
لن نساوم على سيادة أرض البحرين وشعبها الكريم مهما دفعنا في سبيل ذلك من أثمان، وكل عام وأنتم أحرار منتصرون يا شعب الكرامة.
المجلس السياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
السبت 14 أغسطس/ آب 2021