توجّه رئيس مجلس شورى ائتلاف 14 فبراير بكلمة للجماهير الحسينيّة، في استقبال موسم عاشوراء لهذا العام، أكّد فيها أنّه لا مجالَ للتهاونِ تحتَ أيِّ ذريعةٍ كانتْ في إحياءِ مراسمِ عاشوراء، لأنّها وظيفةٌ شرعيّةٌ وأمانةٌ في الأعناقِ، لافتًا إلى أنّه يمكن ذلك بالطُّرقِ والوسائلِ التي تتناسبُ مع الوضعِ الحاليِّ والاستثنائيِّ المرتبطِ بجائحةِ كورونا.
وأوضح أنّ ذلك يكون في إظهار الحزنِ بلبسِ السّوادِ والإكثارِ من تعليقِ اليافطاتِ العاشورائيّةِ، ورفعِ الراياتِ الحسينيّةِ في المناطقِ والبلداتِ، وإقامةَ العزاءِ في المآتمِ وخارجِها في السّاحاتِ المفتوحةِ مع الاحترازاتِ الطبيّة، والعملَ بكلامِ أهلِ الخبرةِ وتوصياتِ السّادةِ العلماء، مشدّدًا على أنّه لا مبرّرَ للنظامِ أو أيِّ طرفٍ «غيرِ محايدٍ» لأنْ يتّخذَ إجراءاتٍ «مشبوهةً» ضدَّ إحياءِ المراسمِ العاشورائيّةِ، وأنّ الشعب لن يقبلَ بالاعتداءِ على شعائرِهِ الحسينيّةِ، ولن يقفَ مكتوفَ الأيدي إزاءَ ذلك، مشدّدًا على مراعاةِ كلِّ السّبلِ الوقائيّةِ والالتزامِ بالمعاييرِ الصّحيّةِ خلال الإحياء، لأنّ ذلك وظيفةٌ شرعيّةٌ لا مناصَ عنها.
وقال إنّ الشّعبَ البحرانيّ الذي عشقَ الحسينَ «ع»، وتعلّمَ من مدرستِهِ كلَّ معاني الصّمودِ والإرادةِ والتضحيةِ، والذي يملكُ وعيًا وبصيرةً واستعدادًا كافيًا في سبيل الوصولِ إلى هدفِهِ لن يتراجعَ ولن يعجزَ، مهما تطلّبَ الأمرُ من صبرٍ وتضحياتٍ، وتحمّلَ الأذى والمتاعب، مؤكّدًا أنّ الشعب سيستمرُّ في حراكِهِ ومسيراتِهِ والحضورِ في السّاحات، والمطالبةِ بحقّهِ في تقريرِ مصيرِهِ، حتى يرفعَ الظلمَ عنه ويستردَّ حقوقَهُ المسلوبةَ.
وأكّد رئيس مجلس شورى الائتلاف أنّ بياناتُ القائدِ آيةِ اللهِ الشّيخِ عيسى أحمد قاسم الأخيرةِ قد وضعت النقاطَ على الحروفِ، وحدّدتِ المسارَ الواضحَ للمعارضةِ بكلِّ توجّهاتِها، وما ينبغي العملُ عليه من أجلِ تحقيقِ التقدّمِ المنشودِ في نيلِ الحقِّ السّياسيِّ الكاملِ وغيرِ المجزوء، مضيفًا «ونحن في ائتلافِ شبابِ ثورةِ ١٤ فبراير قد ذكرنا غيرَ مرّةٍ أنّنا مع سماحتِهِ في الخندقِ ذاتِهِ، وندعمُ كلماتِهِ الحكيمةَ وبياناتِهِ السّديدةَ».
وأضاف أنّهفي ظلِّ دستورٍ مفروضٍ على الشّعب، أو ما يسمّى بدستورِ المنحةِ والتمسّكِ بالانفراديّةِ في وضعِ أُسسِهِ وتغييبِ الإرادةِ الشّعبيّةِ، يكونُ أيُّ حاكمٍ بشكلٍ منفردٍ فاقدًا للشرعيّةِ الشّعبيّةِ والقانونيّةِ والدستوريّةِ، فلا صفةٌ لهذا الدستورِ غيرَ أنّه باطلٌ، وكلُّ ما بُنيَ على هذا الباطلِ فهو باطلٌ، مشدّدًا على أنّ من أبرزِ مصاديقِ الحقِّ السّياسيِّ الكاملِ أن يكونَ لشعبِ البحرينِ دستورٌ جديدٌ يكتبُهُ بما يتناسبُ معَ تطلّعاتِهِ، وذلك عبرَ مجلسٍ تأسيسيٍّ ينتخبُه بإرادةٍ حرّةٍ.
وختم رئيس مجلس الشورى «إنّ السّيرَ على نهجِ الحسينِ «ع»، واتباعَ خطاه هو النجاحُ في الدنيا والسّعادةُ في الآخرةِ، وحين نستلهمُ من ثورةِ كربلاءَ الدروسَ والعبرَ ونعملُ على تطبيقِها، فإنّنا بلا شكٍّ سنحقّقُ التقدّمَ المرجوَّ في ثورتِنا المباركة، وسنصلُ إلى أهدافِها المشروعة».