يواصل النظام الخليفيّ استهدافه إحياء موسم عاشوراء، وذلك استمرارًا منه بحربه على الشعائر الدينيّة، والتضييق على الغالبيّة العظمى من أبناء الشعب في إحياء الشعائر الحسينيّة المتجذّرة فيهم أبًا عن جد.
فمنذ ما قبل بدء الموسم، وعصابات المرتزقة تنتشر في البلدات والمناطق وتسيّر دوريّاتها، وتعمد إلى تصوير المظاهر العاشورائيّة والشبّان، وإزالة الرايات والأعلام واليافطات.
وقد ذكرت شبكة رصد المداهمات أنّ النظام بدأ منذ ليلة الحادي من المحرّم بتكثيف عناصره في العاصمة المنامة، وقرب المآتم في البلدات، وعند مدخل بلدة الجفير المؤدّي إلى القاعدة الأمريكيّة، وأجبروا إدارة مأتم جبلة حبشي على إزالة يافطة مكتوب عليها «يزيد رجل فاسق شارب للخمر، قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله».
ولم يختلف الأمر خلال إحياء الليلة الثانية، حيث جابت ميليشيات مدنيّة شوارع رأس رمان، وعملوا على استفزاز المعزّين، واعتدى المرتزقة على المظاهر العاشورائيّة وأزالوا الرايات الحسينيّة في بلدات المالكيّة والسهلة الجنوبيّة، والبلاد القديم، وفي دمستان حيث عاود الأهالي تعليق الرايات الحسينيّة بعدما أزالها المرتزقة وصادروها.
هذا وسبق أنّ أزال النظام الرايات في عدد من البلدات، ولم تتوقف الدوريّات عن اقتحام المناطق والتمركز عند مداخلها.
وكان سماحة الفقيه القائد الشيخ عيسى قاسم قد حمّل، في بيان له، «الجانب الرسمي» كلّ المسؤوليّة عن إيقاف أيّ استفزازات تثير الضمير الدينيّ، وتمثّل مضادة لإحياء الموسم، وعن سياسة التجريم الظالم للخطباء والرواديد ورؤساء المآتم والمواكب، ومحاربة المظاهر الولائية للإمام الحسين «ع».
وقد دعا ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في بيان له يوم الخميس 5 أغسطس/ آب 2021 إلى رفع الرايات فوق أسطح المنازل، ووسط الساحات، وفي الشوارع كما جرت عليه العادة خلال مراسم الإحياء العاشورائيّ منذ مئات السنين، أي حتى قبل الغزو الخليفيّ للبحرين، مشدّدًا على رفض أيّ اعتداء على هذه الشعائر الدينيّة «المقدّسة»، وضرورة التصدّي الحازم له.