قال سماحة الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم إنّ كبار علماء البحرين، ومن باب الحفاظ على الصحّة العامّة للجميع، وإحياء عاشوراء بأكبر وأثمر صورة فيها بناء العقول والأرواح البناء الصحيح، وتوحيد الصفوف على طريق الهدى الحسينيّ، وعطاءات كربلاء الكريمة الفيّاضة، أصدروا بيانهم الذي تضمّن توصيةً تشدّد على تقيّد المؤمنين المحبّين لموسم عاشوراء المعظّم بالاحترازات الوقائيّة التي يوصي بها الفريق الوطنيّ الطبيّ، من مثل التباعد الاجتماعيّ، وارتداء الكمام داخل المآتم وخارجها، وأثناء المواكب العزائية.
وأوضح سماحته في بيان له يوم السبت 31 يوليو/ تموز 2021 أنّ كبار العلماء لا يعنون بالاحترازات التي يوصون بالتقيّد بها إلّا ما كان منها منطلقًا من روح الاحتراز حقًّا، والوقاية من الوباء؛ ولا يدخل في ذلك ما كان له منطلق آخر بعيد عن هذا الهدف، والذي لا يمثّل إلّا تضييقًا وعرقلة لإحياء الموسم المهمّ الشريف.
وأضاف آية الله قاسم أنّ مقياس الاعتدال في هذه الاحترازات، وكونها للوقاية لا غير؛ أن تأتي متساوية مع الاحترازات في التجمّعات الأخرى التي ينبغي التحذّر فيها، وهي التجمّعات التي تباركها «الدولة»، مؤكدًا أنّ الاحتراز لعدم خروج الصوت من المآتم في إلقاء المادة الدينيّة والمواعظ والدروس النافعة لمن يحضر خارج المأتم لا علاقة له من الناحية الصحيّة، ولا يمكن حمله على أنّه مراعاة لها، وهو ما يماثله اعتيد التركيز عليه من الجهة الرسميّة في أكثر من مناسبة دينيّة.
ولفت سماحته إلى أنّه لا شكّ في أنّ العلماء يوصون بالاستجابة للاحترازات الصحيّة المتعقلة، والمتخذة في مختلف التجمّعات المسموح بها، دون الاحترازات التي يُراد لها أن تخصّ مجالات الإحياء لعاشوراء بلا مبرّر واضح، وأسباب مفتعلة.
وحمّل الفقيه القائد قاسم «الجانب الرسمي» كلّ المسؤوليّة عن إيقاف أيّ استفزازات تثير الضمير الدينيّ، وتمثّل مضادة لإحياء الموسم، وعن سياسة التجريم الظالم للخطباء والرواديد ورؤساء المآتم والمواكب، ومحاربة المظاهر الولائية للإمام الحسين «ع».