بعد كشف الوضع الصحي المتدهور للرمز المعتقل الشيخ «عبد الجليل المقداد»، نشر حقوقيّون تسجيلًا صوتيًّا لسماحته أكّد خلاله هذا الأمر.
فقد قال الشيخ المقداد أنّه يتعرّض لإهمالٍ طبيٍّ متعمّد في سجنه منذ عشر سنوات، حيث تمتنع إدارة السجن عن تقديم العلاج اللازم له، مع المماطلة في ذلك والوعود الكاذبة.
وأوضح سماحته إنّه يشتكي منذ عشر سنوات من الألم، ويخبر إدارة السّجن، من دون أيّ تجاوبٍ على الإطلاق، بالرغم من أنّه صابر على أوجاعه، ولكن بعضها قد زاد عن حدّه وخاصّة آلام رأسه.
واستنكر الشيخ المقداد كلام بعض الوزراء الذين يتحدّثون عن تقديم الخدمات على مدار السّاعة في السّجن، والادّعاء بأنّهم يقدّمون أرقى الخدمات، وأضاف أنّه لو أراد أن يشتكي، فإنّ هناك الكثير من الأمور التي يمكن الحديث عنها.
وذكر أنّه قبل ستّة أشهر، اتصل أحد ضبّاط السّجن برتبة رائد بالقلعة وتحدّث للمسؤول هناك، ووعد بتقديم العلاج، لكن دون تحصيل أيّ شيء، وأكد أنّ لديه مشكلة في الرأس، ويحتاج إلى إجراء أشعّة منذ سنتين ونصف، وأنّهم تحجّجوا في المرّة الأولى بأنّ الملفّ الخاص به ضاع من الحاسوب، وخلال مرّتين أخذوه لإجراء الأشعّة لكنّهم تحجّجوا بأنّ اسمه في قسمٍ آخر.
هذا وأكّد الناشط «علي مشيمع» نجل الرمز المعتقل «الأستاذ حسن مشيمع» أنّه مضى أسبوعان على والده وهو وحيد في سجنٍ معزولٍ يصارع أوجاعه، دون منحه العلاج الجادّ.
وأوضح أنّ والده قال إنّ آلام القدمين والسّاق اشتدّت، وامتدّت إلى الفخذ، وأصبح شبه عاجزٍ عن الحركة، لدرجة أنّه يشعر بالدّوار بسبب الآلالم.
ورأى مشيمع الابن أنّ سياسة الانتقام والإهمال الطبيّ ضدّ والده والسّجناء السياسيّين بلغت حدًّا لا يُطاق، محمّلًا النّظام الخليفيّ والسّفير البريطانيّ الذي قدّم شهادة زور عن أوضاع سجن جوّ، والدّاعمين لهذا النّهج الإجراميّ، المسؤوليّة عن سلامة والده، مطالبًا بضرورة الإفراج عنه دون قيدٍ أو شرط.
إلى هذا حمّل علماء البحرين النظام، بأعلى المستويات، المسؤوليّة الكاملة عن الإهمال الصحيّ في سجن جو، في ظلّ انتشار فيروس كورونا.
وقالوا في بيان لهم يوم الثلاثاء 15 يونيو/ حزيران 2021، إنَّ سماحة العلَّامة الشَّيخ عبد الجليل المقداد رمزٌ دينيٌّ شامخ وقائد من قادة الشَّعب الكبار، وإنَّ الإهمال والتَّعذيب الذي يتعرَّض له وهو في هذا السِّن، والأمراض التي يعاني منها، لينذر بالخطر على حياته التي تعني الكثير لهذا الشَّعب.
واستنكر علماء البحرين هذا الاستهتار الصَّريح مِن النِّظام بأرواح النَّاس، وخصوصًا معتقلي الرَّأي السِّياسي المعارض، وأضافوا «وهذا هو جوهر مصيبتنا مع هذا النِّظام الذي ليس للنَّاس قرارٌ فيه ولا رأيٌّ، ولا يهمّه ما يصيب الشَّعب، ما دام مترفوه في عالم آخر يعيشون، ويظنُّون أنَّهم بمنأى عمَّا تعمل أيديهم».
ودعوا إلى عدم السكوت عمّا يحصل في السجون لوقف هذا الاستهتار والقيام بما تقتضيه المسؤوليَّة، وفق البيان، كما دعوا عموم الشَّعب إلى إنكار المنكرات التي يمارسها النظام، وتعاطيه اللَّامسؤول مع هذه الجائحة، واحتجازه لأحرار الشَّعب ورموزه وعلمائه كرهائن سياسيِّين في أقبية العذاب والإهمال الصِّحي.