تمتدّ العلاقات الخليجيّة-الصهيونية، أو العلاقات بين الكيان اللقيط «إسرائيل» والكيانات الديكتاتوريّة العربيّة من عشرات السنين، فبعضها كان في الخفاء، وبعضها كان بشكل خجول. وممّن نزع رداء الحياء تمامًا هم الخليفيّون، الذين أشهروا قبل أشهر صداقتهم معه.
طبعًا، لا عجب ولا استغراب من هذا الإشهار، فمن يقتل ويعذّب، ويغتصب الثروات، ويحرّف التاريخ ويمنع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها، أحرى به أن يتشارك مع اليهود علنًا في طعن القضيّة المركزيّة للأمّة «فلسطين»، وأن يتعاون معهم في القضاء على الغيرة الإسلاميّة والأصالة القيميّة.
فالمعاهدة الموقّعة في البيت الأبيض، قُبيل خلع المعتوه «ترامب»، هي تتويج لعقود من التآمر الاستخباراتي والتدريب لأجهزة القمع الخليفيّة، وذلك بعد إيهام الطرف الخليفيّ بأنّ بقاءه في سدّة الحكم إنّما يكون بدعم من كيان هو نفسه متهالك، يتداعى من صواريخ مصنّعة محليًّا في قطاع مُحاصَر يعيش الفقر والحرمان.
لقد أسقط محور المقاومة في المنطقة بقيادة الجمهوريّة الإسلاميّة أكذوبة الحماية الصهيونية للأنظمة الاستبداديّة، وزلزل الثقة العنكبوتيّة بين الكيان اللقيط والكيانات الديكتاتوريّة، وفرض معادلة جديدة تُهيّئ لشرق أوسط جديد؛ تكون فيه السيادة للشعوب.
إنّ مآلات المخاضات التي تعيشها المنطقة هي في صالح الشعوب قطعًا، وصمود الدول المستهدفة «العراق، سوريا، اليمن، إيران» مثَّل صفعة قويّة في وجه الوجود الأمريكيّ في المنطقة، وجعل قوى الاستكبار في موضع الحلقة الأضعف على مستوى الفعل وردّ الفعل، وبالتالي رضوخ الشجرة الخبيثة «آل سعود» للتفاوض مع الجمهوريّة الإسلاميّة والشعب اليمنيّ، وضعف أذيالها في لبنان والعراق وبقيّة الدول.