رأى الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم إبقاء النظام الخليفيّ لسجناء الرأي في السجون التي تفتقر لأدنى مقوّمات العيش في ظلّ انتشار فيروس كورونا فيها وإهمال علاج المرضى، عداء للحرية، وعداء للحياة، وعداء للدين والإنسانيّة.
وقال سماحته سماحتة في بيان نعيه«الشهيد حسين بركات» يوم الخميس 10 يونيو/ حزيران 2021، «لو تُرِك لمائة من الغنم أن تموت في محبسها لكان ذلك جريمة مُنكرة، فكيف يفعل ذلك بألوف من شرفاء شعبنا الكريم المدافعين عن حقوقه»، مستنكرًا إبقاءهم تحت القهر والعذاب انتظارًا للموت.
ونعى علماء البحرين بدورهم الشهيد بركات، حيث شدّدوا في بيان لهم يوم الأربعاء 9 يونيو تحذيرهم للنِّظام والسُّلطة «المستهترة» مِن عواقب تهديد أرواح أبناء الوطن عبر الإصرار الجائر على جريمة اعتقالهم وجريمة الإهمال الصِّحي وجريمة تعريضهم لوباء كورونا.
وقالوا إنَّ الظُّلم لا يولد إلَّا الظلام وإنَّ الوطن يتهدَّده اليوم ظلام مستطير بحجم الظَّلم الخطير الذي يؤرق عائلة كلِّ سجين بجميع أفرادها، ولا يكاد يخلو بيت من سجين، فكم هو حجم الطُّوفان والاضطراب المنبعث إن استبدّ القلق بالجميع وخرج أبناؤهم جثثًا متلاحقة من السُّجون، وفق تعبيرهم.
وأكّد علماء البحرين حرصهم على أمن الوطن وسلامته ووقوفهم إلى جانب الشَّعب الغيور الذي لن يقف مكتوف الأيدي ليشاهد أبناءه المعتقلين يخرجون جثثًا من سجون الظُّلم، مقدّمين عزاءهم لسماحة الفقيه القائد الشَّيخ عيسى قاسم ولعائلة الشهيد وكلِّ محبيه وذويه ولعموم شعب البحرين.
وكان الشهيد «حسين بركات» قد نُقل يوم الثلاثاء 8 يونيو إلى مستشفى السلمانيّة، بعد أيّام من إصابته، وأدخل قسم العناية الفائقة ووضع تحت التخدير الصناعيّ، على إثر انتكاسة مفاجآة في صحّته نتيجة إصابته بفيروس كورونا ونقص الأوكسجين والتهاب في الرئة والصّدر، بعد الإهمال الطبيّ وحرمانه الرعاية الصحيّة في السجن.
وقد نعى ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الشهيد المعتقل منذ العام 2015 في بيان له قائلًا «كان من الثّائرين في وجه الظلم الخليفيّ منذُ انتفاضة الكرامة في تسعينيّات القرن الماضي، وكان في ركب الشباب المؤمن المناهض للظلم والطغيان، وأفنى أكثر من 25 عامًا من حياته في طريق ذات الشوكة، ليتوّج مسيرته الجهاديّة الحافلة بالعطاء بوسام الشهادة».
يذكر أنّ أكثر من 140 معتقلًا في سجون النظام الخليفيّ مصابون بفيروس كورونا وسط تعنّته بعدم الإفراج عنهم على الرغم من مطالبات الأهالي ودعوات المنظّمات الحقوقيّة إلى ذلك، خصوصًا في ظلّ البيئة الصحيّة السيّئة في السّجون، واعتماد النظام سياسة الإهمال الطبيّ المتعمّد والمنع من العلاج، ما يعرّض حياة آلاف المعتقلين السّياسيين للخطر.