لقي خبر استشهاد المعتقل السياسيّ «حسين بركات» نتيجة إصابته بفيروس كورونا في السجون الخليفيّة استنكارًا شعبيًّا واسعًا، كما حمّلت المنظّمات الحقوقيّة النظام الخليفيّ المسؤوليّة، وذلك لتعنّته في رفض الإفراج عن المعتقلين السياسيّين في ظلّ تسجيل الإصابات بينهم، وعدم وجود الرعاية الصحيّة في سجونه، إضافة إلى تعمّده إهمال علاجهم.
فبينما اضطرّت وزارة الداخليّة الخليفيّة إلى الاعتراف بـ«وفاة» الشهيد بركات، زعمت في بيان لها عبر موقعها الإلكترونيّ أنّه تمّ اكتشاف إصابته بفيروس كورونا وتمّ تحويله بتاريخ 29 مايو/ أيار الماضي إلى مجمع السلمانيّة الطبيّ، حيث قرّر الفريق الطبيّ المعالج وضعه على جهاز التنفّس الاصطناعيّ ورفع كفاءة الجهاز لأعلى مستوى، وقد ظلّت حالته الصحيّة غير مستقرّة، حتى فارق الحياة صباح الأربعاء 9 يونيو/ حزيران 2021، نتيجة مضاعفات إصابته بفيروس كورونا، مضيفة أنّ ملفّه الطبيّ يشير إلى أنّه كان يتلقّى رعاية صحيّة متكاملة، ويحصل على أدويته بشكلٍ منتظم، وحصل على 15 مراجعة طبيّة اعتياديّة بعيادة سجن جوّ منذ مطلع العام الجاري، بالإضافة إلى تلقّيه خدمة الاتصال المرئيّ والهاتفيّ وفق ما يحدّده قانون السّجن- على حدّ زعمها.
وقد قالت منظّمة سلام للديمقراطيّة وحقوق الإنسان إنّ «وفاة» الشهيد بركات بسبب كورونا هو أمر محزن، في ظلّ عدم شفافيّة وزارة الداخليّة وعدم اعترافها بوجود مئات الإصابات، وهو ما يبقي القلق كبير جدًا على سلامة السّجناء، داعية إلى الإفراج عنهم حفاظًا على أرواحهم- على حدّ تعبيرها.
ورأى منتدى البحرين لحقوق الإنسان بدوره أنّ تأخّر نقل الشهيد إلى المستشفى لتلقّي العناية اللازمة لخمسة أيام بعد إصابته، رغم أنّه يعاني من بعض الأمراض ومنها ما يرتبط بالتنفّس هو السبب في استشهاده، مطالبًا كذلك بالإفراج عن كافّة سجناء الرأي في البحرين.
واستنكر معهد الخليج للديمقراطيّة وحقوق الإنسان استهتار النظام بحياة آلاف المعتقلين وهو الذي أدّى إلى وفاة بركات وقبله الشهيد مال الله، محمّلًا وزارة الداخليّة مسؤوليّة ذلك، إذ إنّها تعلم خطورة الأوضاع داخل الزنازين، ولكنّها اتخذت قرارًا بإبقاء احتجاز المعتقلين، معارضة كلّ المطالبات الدوليّة بتبييض السّجون- بحسب تعبيره.
وطالب مركز البحرين لحقوق الإنسان من جانبه النظام بالإفراج عن كافّة المعتقلين، ولا سيّما أولئك الذين يعانون من أمراضٍ قد يفاقمها انتشار الوباء.
وأكّدت منظّمة أمريكيّون من أجل الديمقراطيّة أنّ وفاة بركات مأساة كان يمكن تفاديها لو كان النظام قد أفرج عن جميع المعتقلين السياسيين، مشدّدة على أنّ نظام السّجون في البحرين غير مؤهّل للتعامل مع الوباء- على حدّ تعبيرها.
ودعا المرصد الأورومتوسطيّ إلى فتح تحقيقٍ فوريّ ومستقلٍّ في استشهاد الشهيد، وتقديم المسؤولين عن التقصير إلى العدالة، مستنكرًا عدم توفير النظام الرعاية الصحيّة للمعتقلين على الرغم من تفشّي فيروس كورونا داخل السّجون، إضافة إلى عدم تطبيقه إجراءات الوقاية فيها على النّحو المطلوب، واستمرار سياسة الإهمال الطبيّ المتعمّد.