أعرب شعب البحرين عن غضبه مما يعانيه المعتقلون في السجون الخليفيّة يوميًّا، وذلك بعد ورود نبأ استشهاد المعتقل السياسيّ «حسين بركات» نتيجة إصابته بفيروس كورونا، وتعمّد النظام إهمال علاجه وتأخير نقله إلى المستشفى.
فعلى الرغم من محاولة مرتزقة النظام الخليفيّ منع المشيّعين من الوصول إلى المقبرة لتشييع الشهيد، فقد تمكّن العشرات منهم من ذلك، حيث تعالت الهتافات الثوريّة والغاضبة وفاءً له وتمسّكًا بالقصاص من القتلة، وقد حضر ابن الشهيد المعتقل «علي» أيضًا بإفراج مؤقت للمشاركة في تشييع والده.
هذا وشهدت بلدات عدّة حراكًا غاضبًا وفاء للشهيد، حيث رفع ثوّار بلدة الدير أعمدة الغضب، وانطلقت مسيرة نسوية في بلدة الديه، وأقيمت وقفات لعوائلا المعتقلين في بلدة المالكيّة ووقفة نسويّة في المعامير، وقطع ثوّار بلدات السنابس وأبو صيبع والشاخورة الشوارع العامة بالنيران، وانطلقت مسيرة غاضبة في بلدة عالي، وازدانت جدران بلدة بوري بصور الشهيد وخطّت بعبارات الثأر والقصاص من القتلة المجرمين.
وأقام الأهالي مراسم تشييع رمزيّة للشهيد «حسين بركات» في بلدته الديه غرب العاصمة المنامة وسط شعارات غاضبة ومنددة بجرائم النظام الخليفيّ.
كما كان لأبناء الجالية البحرانية في مدينة قم المقدّسة وقفة وفاء للشهيد، وتضامنًا مع المعتقلين السياسيّين الذين يحاصرهم فيروس كورونا في السجون في ظلّ انعدام الرعاية الصحية اللازمة.
وكان الشهيد قد نُقل يوم الثلاثاء 8 يونيو إلى مستشفى السلمانيّة، بعد أيّام من إصابته، وأدخل قسم العناية الفائقة ووضع تحت التخدير الصناعيّ، على إثر انتكاسة مفاجآة في صحّته نتيجة إصابته بفيروس كورونا ونقص الأوكسجين والتهاب في الرئة والصّدر، بعد الإهمال الطبيّ وحرمانه الرعاية الصحيّة في السجن.
وقد نعى ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الشهيد المعتقل منذ العام 2015 في بيان له قائلًا «كان من الثّائرين في وجه الظلم الخليفيّ منذُ انتفاضة الكرامة في تسعينيّات القرن الماضي، وكان في ركب الشباب المؤمن المناهض للظلم والطغيان، وأفنى أكثر من 25 عامًا من حياته في طريق ذات الشوكة، ليتوّج مسيرته الجهاديّة الحافلة بالعطاء بوسام الشهادة».
يذكر أنّ أكثر من 140 معتقلًا في سجون النظام الخليفيّ مصابون بفيروس كورونا وسط تعنّته بعدم الإفراج عنهم على الرغم من مطالبات الأهالي ودعوات المنظّمات الحقوقيّة إلى ذلك، خصوصًا في ظلّ البيئة الصحيّة السيّئة في السّجون، واعتماد النظام سياسة الإهمال الطبيّ المتعمّد والمنع من العلاج، ما يعرّض حياة آلاف المعتقلين السّياسيين للخطر.