صعّدت قوّات الاحتلال الصهيوني يوم السبت 15 مايو/ أيّار 2021 ولليوم السادس عدوانها على قطاع غزّة، وواصلت قصف عشرات الأهداف والمنازل والمنشآت والبنى التحتيّة، موقعةً المزيد من الشهداء والإصابات والدمار.
وذكر المركز الفلسطينيّ للإعلام أنّ طائرات الاحتلال وزوارقه الحربيّة تواصل غاراتها المكثفة على أهداف في قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد وإصابة عشرات المواطنين، حيث ارتفعت حصيلة العدوان إلى 145 شهيدًا، منهم 42 طفلًا و23 امرأة، و1000 إصابة بجراح مختلفة، وفق معطيات طبيّة.
وأدانت منظّمات حقوقيّة دوليّة جرائم الاحتلال الذي تعمّد استهداف أسر بأكملها وإيقاعها بين قتلى وجرحى من خلال تدمير منازل على رؤوس قاطنيها، في عمليات عسكريّة تتسم باللاإنسانية، وتخرق مبدأ التمييز والتناسب، حيث قال المرصد الأورومتوسطي ومقرّه جنيف إنّه وثق 19 حالة قصف مباشرة استهدفت عائلات ممتدة، منها 13 حالة قصفت فيها منازل على رؤوس قاطنيها، وحالتان استهدفت خلالها تجمعات، إلى جانب حالتين استهدفت فيها سيارة، وحالتا قصف أرض ومزرعة.
وقد دمّرت طائرات صهيونيّة بناية «برج الجلاء» وسط مدينة غزة بعدد من الصواريخ الحربيّة، ويضمّ هذا البرج مكاتب لعدد من شبكات الأنباء العالمية، من بينها شبكة الجزيرة، وشبكة أسوشيتد برس الأمريكية، بالإضافة إلى عدد كبير من الوكالات المحلية والدولية، ومكاتب الأطباء والمحامين، وشقق سكنية، ويأتي استهداف هذا البرج ضمن سلسلة الاستهدافات الإسرائيلية لعدد من الأبراج المهمّة في قطاع غزة، كان من بينها برج هنادي، وبرج الشروق، وبرج الجوهرة.
إلى هذا وجّهت كتائب القسّام «الجناح العسكري لحركة حماس» على لسان الناطق الإعلاميّ «أبو عبيدة» تهديدًا شديد اللهجة للصهاينة، بمجرّد التلويح بقصف البرج، مؤكّدًا جهوزيّة المقاومة لقصف تل أبيب لـ6 أشهر متواصلة، وبعد إقدام الصهاينة على قصفه توّعدهم بالقول «على سكان “تل أبيب” والمركز أن يقفوا على رجلٍ واحدة وينتظروا ردنا المزلزل».
وكانت غرفة المقاومة المشتركة في غزّة قد أكّدت إفشال «مناورة خداعيّة» لجيش الاحتلال ليلة الخميس، حاول عبرها الإيهام ببدء حملة برية.، حيث أوضح أحد قيادييها في تصريح له يوم الجمعة أنّ «المناورة الإسرائيليّة كانت تستهدف لقتل المئات من عناصر المقاومة وشلّ قدراتها»، مؤكّدًا أنّه تم إحباط المحاولة، ولم ينَلْ الاحتلال من عناصر المقاومة المستهدفة وقدراتهم في هذه العملية الخداعية.
وقد أكّدت فشل هذه العمليّة أيضًا وسائل إعلام إسرائيليّة اليوم السبت، كاشفة «أنّ هجوم قوّات الاحتلال الإسرائيلي على “مترو غزة”، وهو عمليّة خداع لحماس بالقيام بعملية بريّة من أجل قصف المقاتلين حين دخولهم الأنفاق، لم يحقّق هدفه لأنّ الظروف لتنفيذها لم تنضج»، حيث قال المراسل العسكريّ لصحيفة «معاريف» طال ليف رام، إنّ «هذا الكلام مهم جدًّا، ويستحقّ أن يكون عاجلاً، إذ إنّ طوال أمس واليوم، الإعلام الإسرائيلي والمصادر العسكرية والأمنية تسوّق لهذه العملية باعتبارها إنجازًا كبيرًاً»، مضيفًا أنّ الاحتلال قد خطّط على مدى عدة سنوات لمناورة الخداع هذه، لكنْ، لأنّ دخولًا بريًّا للجيش الإسرائيليّ في هذه المرحلة من العملية لم يَبدُ موثوقًا، فإنّ كثيرين من عناصر قوات حماس لم يقعوا في الفخّ.
وتابع أنّ هذه العملية الاستراتيجية خُطِّط لها على مدى 3 سنوات على الأقلّ، كخطة مع معلومات إستخبارية، وأنّ تدمير شبكة الأنفاق شمال قطاع غزة هو جزء من الخطة نفسها، لكنه ليس الجزء المركزيّ فيه، وكان يفترض أن تدخل قوّات حماس الأنفاق كجزء من الاستعداد لمناورة بريّة للجيش الإسرائيلي، لكن تبيَّن أن الأمر لم ينطَلِ عليها.
يذكر أنّ المقاومة الفلسطينيّة تواصل دكّ المستوطنات الصهيونيّة بالصواريخ التي عجزت عن صدّها «القبّة الحديديّة»، حيث تسمع صفارات الإنذار في العديد منها، كما سجّل وقوع قتلى بين صفوف المستوطنين الذين يقضون أغلب أوقاتهم في الملاجئ، إضافة إلى عدد من الجنود الصهاينة.