رأى سماحة الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم أنّ المعركة الأخيرة بين الصهاينة والفلسطينيّين، والتي أخذت نارها في تصاعد وانتشار متسع، والتي أشعلتها يد العدوان الصهيونيّ واليهوديّ على المسجد الأقصى؛ هي معركة مع الأمّتين العربيّة والإسلاميّة.
وقال في بيان يوم الأربعاء 12 مايو/ أيّار 2021 أنّ هذه المعركة في بُعدها الإسلاميّ معركة مع مقدّس إسلاميّ أصيل أكبر من البناء والأرض، يجب على الأمّة حمايته والدفاع عن حرمته، وحفظه عن الرجس الجاهليّ الذي تمارسه الغطرسة الصهيونيّة واليهوديّة المنحرفة، ولأنّ الحرب على الأمّة كلّها، فعلى الأمّة أن تكون صفًّا واحدًا في مواجهتها.
واستنكر سماحته التطبيع القائم بين عددٍ من الدول العربيّة والعدوّ الصهيونيّ، والمتنامي إلى حدّ التحالف الاستراتيجيّ بين الطرفين، مؤكّدًا أنّه أشدّ وأقبح ما يتنافى والموقف الذي يحتّمه واجب الدين على الأمّة من الاستنفار في وجه العدوان الشرس على الشعب الفلسطينيّ وتهويد القدس والمسجد الأقصى، وهو اليوم أشدّ سوءًا وخطرًا وبشاعة وجرأة على الأمّتين العربيّة والمسلمة، وأكثر هدمًا للصفوف ونصرةً لعدو الأمّة، وفق تعبيره، متسائلًا «فهل تتراجع الدول المطبّعة لهذا عن خطئها الكبير وتتوب إلى الله سبحانه، وترجع إلى جبهتها الطبيعيّة، وتشارك في التضحيات من أجل القدس والأقصى وكلّ المقدسات والحرمات وكرامة فلسطين والأمّة، أو يمضي بها التعصب على الاستمرار في خيار التطبيع مع ما في ذلك من بُعدٍ عن دينها وانقلاب في الموقف على أمّتها ، ونصرة عدوّ الله على ولي الله، وهدم قلاع الأمّة وتقويض بنائها المجيد»؟!
ولفت الشيخ قاسم إلى مأساةٌ أخرى فتّاكة هي الجاهليّة المبتدعة التي تضرب الإسلام والمسلمين في أيّ مكان باسم الإسلام تحريفًا للإسلام، وافتراءً عليه، وتشويهًا له، واسقاطًا لعظمته، وتنفيرًا منه، وقضاءً على أمّته، والتي عبّرت عن نفسها بوحشيّة بالغة في تفجير مدرسة سيّد الشهداء في أفغانستان، والذي راح ضحيّته عشرات الشهداء.
ودعا الفقيه القائد المسلمين إلى التوحّد والفداء والتضحية والبذل والاستئساد في سبيل الله لإنقاذ الأقصى والقدس وفلسطين ومصير الأمّة، ولمواجهة الفتنة الداخلية الكبرى، مؤكّدًا أنّ هذه الوحدة تحميهم من الهلاك وينتصرون بها، وفي فُرقتهم اليوم النهاية، وفي تشتتهم الهوان والدمار.