بينما يواصل أهالي المعتقلين السياسيّين حراكهم الغاضب مصرّين على مطلبهم بحريّة أبنائهم من ون قيد أو شرط، يتعنّت النظام الخليفيّ في عدم الإفراج عنهم بل توجيه مؤسّساته إلى تزييف الواقع، ونقل صور مغايرة عمّا يحصل في سجونه.
وفي هذا السياق شهدت على مدى الأيّام الماضية بلدات عالي وكرزكان وكرباباد وسترة تظاهرات غاضبة، وأقيمت وقفات ثورّة واعتصامات في بلدات الدراز والسنابس والهملة والنويدرات والبلاد القديم وبالقرب من مجمع الهاشمي.
ويطالب الأهالي من خلال هذا الحراك بحريّة أبنائهم من دون قيد أو شرط، وذلك بعد تأكيد أكثر من 100 إصابة بين معتقلي الرأي بفيروس كورونا في سجن جوّ والحوض الجاف، واستشهاد الشهيد «عباس مال الله»، والهجوم الوحشيّ على المعتقلين في سجن جو وإخفاء نحو 30 معتقلًا.
ويواصل النظام الخليفيّ تعنّته في هذه القضيّة، عبر تكثيف إصدار تقارير كاذبة من مؤسّساته، وآخرها تصريح لما تسمّى الأمانة العامّة للتظلّمات ادّعت فيه أنّها قامت بزيارة مفاجئة لـ«سجن جوّ المركزيّ» يوم الإثنين 10 مايو/ أيّار 2021، بعد تلقّيها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية «222 شكوى» من أهالي المعتقلين حول عدم تلقّي اتصالات منهم.
وزعمت أنّ زيارتها جاءت في إطار استمرار جهودها وعملها في متابعة أوضاع المعتقلين بسجن جوّ، إذ استهدفت بشكل أساس أحد المباني الموجود فيه معتقلون قاموا بـ«أحداث شغب» بتاريخ 17 أبريل/ نيسان 2021، والتي لا تزال النيابة العامّة تباشر تحقيقاتها فيه – بحسب وكالة «بنا».
وأضافت التظلّمات أنّ فريقًا منها قام بزيارة سجن جوّ، واطّلع على المستندات والوثائق الإداريّة، واستمع إلى عددٍ من المعتقلين وتفقّد الممرّات والعنابر والغرف، واطّلع على حركة المعتقلين وأنشطتهم الاعتياديّة فيه والخدمات المقدّمة لهم، كما تفقّد غرف الاتصالات وشاهد معتقلين وهم يتّصلون بأهاليهم – على حدّ زعمها.
ولفتت إلى أنّها تبيّنت خلال الزيارة بأنّ الأوضاع المعيشيّة للمعتقلين في المبنى المستهدف طبيعيّة، وأنّهم يحصلون على حقوقهم المعيشيّة في المكان، شأنهم شأن المعتقلين كافّة في المباني الأخرى، وأنّه «لا صحّة للمزاعم والادّعاءات بشأن حرمان السّجناء من الاتصال أو إخفائهم قسريًا» – بحسب ادّعائها.