يقول تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال/ ٦٠].
تحكم غريزة الإنسان بوجوب الاستعداد الكافي للدفاع في أيّام الصّلح والسِّلم، وذلك للتمكّن من الوقوف بوجه العدو الخارجيّ إنْ قام فجأة بهجوم ما أو حرب ما.
وقد حمل التاريخ بين طيّاته أمثلة عدّة على ضرورة يقظة الشعوب واستعدادها اللذين يمكّنانها على الدوام من الوقوف بوجه الحملات المباغتة للعدوّ، لتحفظ كينونتها ويستمرّ بذلك وجودها. وعلى العكس من ذلك، فإنّ الشعوب التي كانت تعيش التخاذل والتكاسل واللامبالاة، كانت تسقط في هاوية الهزيمة والإذلال، وتعيش تحت نير الاستعمار والاحتلال.
لذلك نرى أنّ ديننا العظيم قد أمرنا بالإعداد ما استطعنا من قوّة لأجل الدفاع عن أنفسنا، قبل وقوع المواجهة وبروز الحاجة إلى الدفاع حينئذ، بل أكثر من ذلك، فإنّه أمرنا بألّا نسمح للعدوّ بأن يفكّر بالهجوم على بلادنا؛ فإذا شنّ هجومًا على الرغم من قوّتنا كمسلمين، نكون وقتئذٍ قادرين من خلال هذا الاستعداد على ردعه بسهولة وإلحاق الهزيمة به، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا}.
إنّنا نعيش في أجواء «يوم القدس العالميّ» الذي أطلقه إمام الأمّة «روح الله الموسوي الخمينيّ (قدّه)»، وهو ينطوي على معاني متعدّدة، أهمّها العمل بتكليف إعداد القوّة والالتزام بمنهج المقاومة وقيادته، وتحريض المؤمنين بخطّ الله على الانضمام لقافلة تحرير القدس التي يتزعّمها رجال لا يعرفون الكلل والملل في سبيل حفظ بيضة الإسلام.
فتعلّم فنون المواجهة وتنويع مصادر القوّة وتطوير وسائل المواجهة من أبرز مصاديق الإعداد في سبيل تحرير مقدّساتنا المغتصبة من الكيان الصهيونيّ اللقيط الذي تدعمه أيادي الشيطان الأكبر وأعراب الجاهليّة، وهدف الإعداد وتأمين العتاد وزيادة قدرة المواجهة ليس التعدّي على الآخرين والبغي عليهم، بل هو منع الأعداء من تحقيق مطامعهم، وردعهم عن التفكير بالهجوم وشنّ الحروب على المسلمين، إذ قال تعالى: {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ}.