ذكرت مصادر أهليّة وحقوقيّة أنّ المرتزقة وقوّات مكافحة الشغب التابعة لوزارة الداخليّة أقدموا على الهجوم على عددٍ من المباني في سجن جوّ المركزيّ في محاولة لقمع المعتقلين السياسيّين وإجبارهم على إنهاء اعتصامهم الذي بدأوه احتجاجًا على تفشي كورونا بينهم واستشهاد الشهيد «عباس مال الله».
الهجوم الوحشيّ الذي قاده المدعوّان «أحمد العمادي ومحمد عبد الحميد معروف» شنّ بوحشيّة على المبنيَين 12 و13حيث أقدم المرتزقة على ضرب المعتقلين ووقوع عشرات الإصابات بينهم، وغطّت الدماء أرض السجن، لينقل نحو 35 منهم إلى مكان مجهول.
وقد أكّدت المنظّمات الحقوقيّة الثلاث «سلام للديمقراطيّة وحقوق الإنسان، منتدى البحرين لحقوق الإنسان، معهد الخليج للديمقراطيّة وحقوق الإنسان» في بيان مشترك أنّها تلقّت إفادات من شهود عيان من سجن جوّ المركزيّ مبنى 12 و13 تفيد بهجوم قوّات خاصّة على المبنيين المذكورين، حيث تمّ إلقاء القنابل الصوتيّة على المعتقلين وضربهم بالهراوات، مع التركيز على منطقة الوجه، وقد شوهد عشرات المعتقلين والدّماء تغطّي وجوههم بعد ضربهم ضربًا مبرحًا، وتركهم يقعون على الأرض، حتى امتلأ ممرّ مبنى 13 بالدماء، وفق بيانها.
إلى هذا أقرّت وزارة الداخليّة الخليفيّة بالهجوم الذي شنّته على معتقلي سجن جوّ المركزيّ، لإجبارهم على إنهاء اعتصامهم، والاعتداء عليهم بالضرب الوحشيّ، مدّعية أنّ إدارة سجن جوّ المركزيّ اتّخذت الإجراءات الأمنيّة والقانونيّة اللازمة بحقّ السّجناء المخالفين، والذين قاموا بارتكاب أعمال فوضى وعنف ضدّ رجال الشرطة أثناء قيامهم بأداء الواجبات المنوطة بهم.
وزعمت أنّ عددًا محدودًا من السّجناء قاموا على مدار الأيام الماضية داخل سجن جوّ المركزيّ بإغلاق الممرّات ورفضهم دخول العنابر، ومخالفتهم للتعليمات الصادرة في هذا الشأن، ما أدّى إلى تعطيلهم الخدمات المقدّمة، ومن بينها الاتصالات والرعاية الصحيّة لسجناء آخرين، وكذلك التأثير على سير العمل- على حدّ زعمها.
وأضافت أنّه تمّ إنذار السّجناء المخالفين ودعوتهم على مدار الأيام الماضية إلى الالتزام بالقانون، وهو ما لم يستجيبوا له، ما دعاها إلى اتّخاذ الإجراءات الأمنيّة والقانونيّة اللازمة- بحسب ادّعائها.
إلى هذا كان ذوي المعتقلين في سجن جوّ المركزيّ «مبنى 12 و13» قد أعربوا عن قلقهم على سلامة أبنائهم، بعد انقطاع أخبارهم، وعدم سماح إدارة السّجن لهم بالاتصال.
وبعد توارد أخبار الهجوم توجّهوا إلى سجن جوّ للمطالبة بالكشف عن مصيرهم، حيث استنفر المرتزقة بشكل واسع في محيط السجن.
يُذكر أنّ سجن جوّ المركزيّ قد شهد بتاريخ 10 مارس/ آذار 2015 أحداثًا مشابهة، حيث تعرّض العديد من المعتقلين لإصابات جرّاء القنابل الغازيّة والمسيلة للدموع، ورصاص الشوزن الذي أطلقته عناصر المرتزقة بكثافة عليهم.