{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} [الرعد: 17]
سعت سلطات العدوّ الخليفيّ، مستغلّة كلّ ما سرقت من قوت شعبنا البحرانيّ المسالم وثورته، إلى تأسيس لجان ومنظّمات ومفوضيّات ترفع من حظّها أمام المجتمع المحليّ والدوليّ، وتصرف الملايين من الدولارات في سبيل تلميع صورتها القبيحة في كافّة المجالات، وتحويل فشلها الدائم في إدارة الدولة إلى «نجاح» -ولو جزئيّ- لكي يغضّ الرأي العام النظر عن محاسبتها وانتقادها.
«علبة المحارم الورقيّة»، أو ما يسمّى بنظام آل خليفة، لا يمكنها الصمود أمام قرار واحد من قرارات برلمان أسيادها الأوروبيّين غير الملزمة لحكوماتها، أو أمام تقرير إخباريّ في قناة فضائيّة خليجيّة، أو إدانة من صفحة أو صفحتين لتقرير منظمة حقوقيّة، أو إدانة في تقرير خارجيّة دول الاستكبار العالميّ، وقائمة الإدانات المحليّة والإقليميّة والدوليّة تطول وتطول؛ فتغدو «علبة المحارم الورقيّة» وتروح وتسري، لتشغيل شركات العلاقات العامّة في دول الغرب والشّرق، لتعقد تلك الشركات لقاءات، وترسل التقارير، وتدفع للمنظّمات والصحف، لتزوير الحقائق وإطفاء نورها، وإبراز الباطل على أنّه حقّ. وعلى مستوى الصفحات الصفر والعقول السود، يتم إرسال توجيهات للكتّاب المرتزقة من كلّ الجنسيات لقلب الحقائق والدفاع عن الباطل.
وبالرغم من كلّ هذا وذاك، فإنّ الله يأبى إلّا تُفتضح عيوب هذه السلطة الخائنة للشعب، والسارقة لثرواته، والغازية لأرضه، والمنتهكة لحقوقه. وإنّ أكبر دليل على وقوف الرحمة الإلهيّة إلى جانب المستضعفين من شعب البحرين المسالم هو افتضاح أمر عصابة السجن التي يعينها مجرم الداخليّة الذي يعيّنه الحاكم الظالم، وهي سلسلة مسؤولة عن كلّ الجرائم التي تُرتكب بحقّ أبنائنا وبناتنا في أقبية السجون وخارجها.
فالداخليّة الخليفيّة مسؤولة عن عدّة جرائم، من ضمنها:
1. التلصّص على المواطنين دون وجه حقّ.
2.قمع الآراء السلميّة المخالف لسياسة الحكومة الخليفيّة.
٣. اختطاف المواطنين دون وجه قانونيّ وبأسلوب عنيف جدًّا.
4.إنشاء مراكز للتّعذيب الجسديّ والنفسيّ.
5. استجلاب المرتزقة من شتّى أصقاع العالم وتوظيفهم لقمع تحرّكات الشّعب السلميّة.
6. التّضييق على المختطفين داخل السجون حتى الموت.
7. توجيه تهم كيديّة للمختطفين وآخرين وتسليم أحكام خياليّة للقضاة ليتلوها فقط.
8. تعمّد إفشاء الأمراض والأوبئة داخل السجون، وآخرها وباء كورونا القاتل.
9. تهديد أهالي المختطفين بالمساءلة القانونيّة حال مطالبتهم بالإفراج عن أبنائهم.
10. منع الزيارات والمكالمات بين المختطفين وأهاليهم لمدّة تفوق العام.
ولائحة الاتهام تطول ولا تنقص، والجرائم تزداد ولا تقلّ، والإمعان في الظلم يكبر ويتضخّم.
وما استشهاد الشّاب المجاهد «الشّهيد السعيد عباس مال الله» إلّا نتيجة متوّقعة في ظلّ إصرار «علبة المحارم الورقيّة» على إبقاء أبنائنا رهائن لديها، وعدم الاستماع لصوت العطف المتمثّل في كلام سماحة الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم الذي نادى مرارًا وتكرارًا بضرورة إخراج المختطفين من دائرة المساومة السياسيّة حفظًا للوطن واستقراره.
إنّ الحقيقة تتمثّل في أنّ ثمّة نظامًا شموليًّا فاشلًا يتعامل بعقليّة الفتح مع أبناء الشّعب، ويحاول فرض معادلة السيّد والعبد، ولا يكترث بصوت العقل والمنطق، ويهوى سفك الدماء وهتك النواميس المقدّسة، وهذا ما كان يمارسه منذ أن وطأت أقدامه أرض البحرين إلى يومنا هذا.