الجمعة 2 أبريل/ نيسان 2021 يوم أعاد الذاكرة إلى أيّام كانت فيها البحرين تنتفض صباحًا وظهرًا ومساء، وشباب لم يكلّوا أو يتعبوا من حراكهم من أجل حقّهم في تقرير مصيرهم، الشوارع كان يملؤها الثوّار، والساحات تعجّ بهم، وصرخاتهم تتردّد عاليًا، قبضاتهم مرفوعة، ولسان حالهم «نحن أصحاب حقّ لن نتنازل عنه».
عشر سنوات والصورة أخذت تفقد عناصرها رويدًا رويدًا، فهؤلاء الشبّان قد اعتقلوا أو استشهدوا أو هجّروا، لكنّهم ظلّوا جمرات لهب ووقود لشعلة الثورة، وظلّ دَينهم للشعب في رقاب أبنائه المخلصين الذين فاجأوا اليوم العالم بأسره بأنّهم ما تعبوا أو استكانوا، وأنّهم أهل العزم والثبات.
لم يغب معتقلو الرأي يومًا عن الحراك، بل كانت قضيّتهم إحدى ركائزه الثابتة على الدوام، ولا سيّما مع ما يعانونه في سجون النظام من انتهاكات جسيمة، أفظعها تركهم عرضة لفيروس كورونا الذي أودى بحياة ملايين البشر في العالم، غير أنّ اليوم في فعاليّات «جمعة غضب الأسرى» كان الموقف الشعبيّ حاسمًا، حيث احتضنت الشوارع العامة والساحات، بتظاهرات واعتصامات في مختلف البلدات، الثوّار والأهالي وعوائل المعتقلين في مشهد حضاريّ عكس كلّ سلميّة الشعب البحرانيّ في مطالبته بحقوقه، ومع رفع صور المعتقلين والقادة الرموز، تعالت النداءات المطالبة بحريّتهم وعدم الاستهتار بحياتهم، وأعرب المتظاهرون والمعتصمون عن إصرارهم وعدم التراجع التزامًا بتوجيهات سماحة الفقيه القائد آية الشيخ عيسى قاسم وتضامنًا مع عوائل المعتقلين.
في «جمعة غضب الأسرى» انتقل القيد الذي قيّد أيدي هؤلاء المعتقلين طويلًا إلى النظام الخليفيّ الذي وقف عاجزًا، مرتبكًا أمام ما سعى طيلة عشر سنوات إلى طمسه وإخفائه عن العالم بأكاذيبه وتزييفه الحقيقة، اليوم فشل رهانه على الشعب حين خرج الشيخ والمرأة والشاب والطفل غير خائفين من مرتزقته الذين كانوا مستنفرين منذ أيّام تحسّبًا لهذا الحراك.
يوم «جمعة غضب الأسرى» أثبت أنّ ثورة 14 فبراير مستمرّة ولا تراجع، وأنّ النظام خاسر لا محالة، ما دام معتقلو الرأي حاضرون في الفعاليّات.