بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الإمام زين العابدين «عليه السلام» في رسالة الحقوق: «فحقّ أمّك عليك أن تعلم أنّها حملتك حيث لا يحمل أحد أحدًا، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحدًا، وأنّها وقتك بسمعها وبصرها، ويدها ورجلها، وشعرها وبشرها، وجميع جوارحها، مستبشرة بذلك فرحة، موبلة (كثيرة عطاياها)، محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمّها..».
عظيمة هي الأمّ، الإنسانة التي اختارها الله تعالى لحمل إحدى أكبر الأمانات الإنسانيّة، منذ حملها إلى ولادتها وتربية الأجيال مع ما يترافق ذلك من مسؤوليّة تتوّجها بتضحية كاملة وعطاء لا محدود.
فالأمّ ليست فقط عماد المنزل بل هي أحد أهمّ أعمدة المجتمع التي لولاها لما ارتفع بنيانه، وهي ركيزة أساسيّة في توجيه النشء إلى ما فيه صلاح الدين والآخرة، وهنا نوجّه في الهيئة النسويّة في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير تحيّة إجلال واحترام لأمّهات العالم، وبخاصّة الأمّهات في البحرين اللواتي منهنّ أمّهات شهداء وجرحى ومعتقلين مطاردين ومهجّرين، ومنهنّ من اعتقلْن واستشهدْن.
كما نخصّ بالتحيّة الأخوات في الهيئة النسويّة والاجتماعيّة اللواتي يعملن ليلًا ونهارًا خلف الكواليس، هنّ الجنديّات المجهولات المناضلات بكلّ شجاعة، لا يهبْن التهديد أو الوعيد، متمسّكات بعهدنّ للوطن والشهداء والمعتقلين على مواصلة الدرب حتى نيل حقّ الشعب البحرانيّ بتقرير مصيره، فلهنّ كلّ التحايا والتقدير.
كلّ عام وأمّهات العالم بخير
الهيئة النسويّة في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الأحد 21 مارس/ آذار 2021