بسم الله الرحمن الرحيم
في مثل هذا اليوم، وقبل عشر سنوات، شهد العالم بأسره اعتداءً سافرًا على سيادة أرض البحرين عندما دخلتها غازية قوّات النظامين السعوديّ والإماراتيّ تحت مسمّى «درع الجزيرة»، منتهكةً القانون الدوليّ بشكل واضح وصارخ، وضاربةً عرض الحائط كلّ القيم العربيّة والإنسانيّة ومبادئ سيادة الدول وحقوق الإنسان، ومقترفةً أبشع الجرائم اللاإنسانيّة.
لقد كشف هذا الاحتلال السعوديّ- الإماراتيّ والمغطّى أمريكيًّا وبريطانيًّا ضعف الطغمة الخليفيّة الحاكمة والجبانة وهزالتها بقيادة رأس الظلم في البحرين «حمد بن عيسى آل خليفة» الذي استقوى بهذه القوى لحماية عرشه الكارتونيّ الذي كان قاب قوسين من السقوط بفعل الإرادة الشعبيّة التي كانت كالبركان الثائر، وما زالت، بالرغم من ألم المرحلة وفظاعة توحّش قوى العدوان ضدّ شعبنا المسالم الأعزل.
إنّ صمود شعب البحرين أفشل هذا العدوان العسكريّ فلم يصل إلى نتائجه التي كانت مرجوّة له، وأفرغه من مضمونه السياسيّ الهادف إلى إخضاع الشعب، بالرغم من أنّه كان يستظلّ بصمت دوليّ معيب ومريب، فقد كشف شعب ثورة 14 فبراير مدى صبره ولحمته في عدم الركوع والرضوخ للمرتزقة الدخلاء الأعداء الذين غزوا البلاد وانتهكوا حقوق العباد.
إنّنا وإذ نحيي الذكرى العاشرة لهذا الاحتلال المشؤوم، نؤكّد أنّنا سنبقى في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير ثابتين على عهدنا مع وطننا البحرين وشعبنا الأبيّ وشهدائنا الأبرار بما أعطانا الله «عزّ وجلّ» من قوّة وعزم على المواصلة في طريق ذات الشوكة، ورفض أيّ معتد غازٍ لأرضنا مهما كلّفنا ذلك من أثمان في سبيل أن ينعم أهلنا بالحريّة والاستقلال، معتمدين على الله القهار، ومراهنين على وعي شعب وإيمانه وصبره الجميل.
وليعلم ابن زايد وابن سلمان أنّنا لن نقبل أن يبقى أيّ جندي محتلّ ومرتزق من قوّاتهما المعتدية على أرضنا الطاهرة البحرين.
نترحّم في هذه المناسبة الأليمة على الشهداء الذين سقطوا في «ميدان اللؤلؤ» وفي «جزيرة سترة» دفاعًا عن الأرض والعرض، ونسأل الله تعالى الفرج لكافّة المعتقلين السياسيّين الذين كانوا أيقونة الثورة والحراك ولا يزالون.
المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
السبت 14 مارس/ آذار 2021م