في خطوة مفاجئة، ظهر خلالها رضوخ النظام الخليفيّ للإرادة والإصرار الشعبيّين والدعوات الدوليّة، عانق فجر اليوم الخميس 11 مارس/ آذار 2021 والد الشهيد علي مشيمع «الحاج عبد الهادي» الحريّة.
ويروي والد الشهيد كيف عانق الحريّة، قائلًا إنّه عند منتصف الليل جاء عناصر المرتزقة ليخرجوه من الزنزانة، ونقلوه إلى مدينة عيسى ليوقّع على ما يسمّى العقوبات البديلة، وهي العمل في إحدى شركات الألومنيوم بسترة بما لا يتناسب مع عمره ووضعه الصحي، ما دفعه إلى الاعتراض على ذلك، مفضّلًا العودة إلى السجن وقضاء ما تبقّى من حكمه الذي لا يعلم أصلًا سببه، عندها طالبه الضابط بتقديم تقاريره الطبيّة لإيجاد ما يتناسب مع وضعه، وألزمه بالتوقيع على تعهّد عدم السفر، وقد تبقّى من حكمه شهران و9 أيّام.
وتطرّق والد الشهيد إلى المعاناة التي يعانيه المعتقلون في السجون الخليفيّة وخاصّة المرضى منهم، ووجّه رسالة شكر وامتنان لكلّ الذين تضامنوا معه وكشفوا مظلوميّته.
وكان النظام الخليفيّ قد أقدم يوم الثلاثاء 16 فبراير/ شباط 2021 على اعتقال «والد الشهيد علي مشيمع» من قاعة المحكمة، وذلك لتنفيذ حكم بالسجن ثلاثة أشهر بتهمة المشاركة في «مسيرة سلميّة»، تزامنًا مع ذكرى استشهاد ابنه «علي» الذي كان أوّل شهيد يسقط في ثورة 14 فبراير 2011، وهو ما أثار غضبًا شعبيًّا، حيث أطلقت تضامنًا معه حملة تغريد واسعة حرّكت الرأي العام الدوليّ والحقوقيّ لأجله.
والجدير بالذكر أنّ النظام سبق أن اعتقل والد الشهيد مشيمع، وأصدرت محاكمه غير الشرعيّة حكمًا عليه بالسجن، وتعرّض للحرمان من تلقّي العلاج خلال وجوده في السجن، من خلال منعه من الحصول على أدويته، كما تمّ اعتقاله في إحدى المداهمات للميليشيات المدنيّة وعناصر المرتزقة التابعة لوزارة الداخليّة خلال مشاركته في تظاهرة مناهضة للانتخابات النيابيّة والبلديّة الصوريّة.