تكتظّ السجون في البحرين بالأسرى السياسيّين وسجناء الرأي والضمير منذ ما قبل اندلاع الثورة المجيدة في الرابع عشر من فبراير عام 2011، فهي لم تخلُ يومًا منهم، وخصوصًا بعد تولّي «حمد بن عيسى» الحكم بعد هلاك أبيه عام 1999م، وهذا ما تؤكّده تقارير المنظّمات الحقوقيّة الدوليّة والإقليميّة واللجان في وزارات حكومات دول الاستكبار العالميّ وغيرها.
حتى أصدقاء النظام الخليفيّ البائس يقرّون بأنّ ثمّة أخطاءً جسيمة يرتكبها هذا النظام، ويمكن أن تكلّفه الكثير في حال الاستمرار في ارتكابها، بغضّ النظر عمّا بين سطور هذه التصريحات، فالنظام الخليفيّ محاصرٌ من أصدقائه من جهة ومن الشعب من جهة أخرى.
ورغم ذلك كلّه، مضى -النظام- في حكم العسكر، واستعان بجيوش خارجيّة لمحاولة إخماد أكبر ثورة عرفها التاريخ البحرانيّ منذ 237 عامًا، أي بعد غزو قبيلة آل خليفة لأرض البحرين، الأرض التي «انتظرت» الإسلام سنينًا، وكانت من أوائل البلاد التي دخلت في الإسلام طوعًا في عهد نبيّ الأمّة محمّد «صلوات الله عليه وعلى آله»، لا كما يدّعي مشرّدو الزبارة بأنّهم دخلوها «فاتحين»، وما المساجد الأربعون التي هدموها عام 2011، وبينها مسجد «البربغي» الموجود قبل أكثر من 470 سنة إلّا خير دليل على وجود الإسلام فيها قبل غزوهم بمئات السنين.
حكم العسكر لم يأتِ بنتيجة سوى إطالة عمر أزمة النظام، وبقائه في حالة استنفار دائمة واستنزاف مستمرّ، بينما يزداد حنق الجماهير، ويزداد الشعور بضرورة التغيير السياسيّ والحقوقيّ، وتزداد قناعة الشعب بأحقيّة ثورته والمطالب التي خرج من أجلها، والإصرار على المضيّ في حراكه.
«كاظميّو البحرين» يقبعون في سجون آل خليفة -سيّئة الصيت- منذ أكثر من 10 أعوام، حتى أصبحوا أيقونة الصبر والصمود، وبات الشعب يستمدّ منهم العزيمة والإرادة، رغم القبضة الإرهابيّة التي تحاول أجهزة العدوّ الخليفيّ إحكامها على رقاب الناس، غير أنّ الجماهير -وبإرشادات سديدة من قائدها الفقيه الشيخ عيسى قاسم– ستستعيد الأنفاس وستأخذ بزمام الأمور في القريب العاجل بإذن الله، وستقلب الطاولة على هذا النظام الظالم وداعميه.
لم يدم احتلالٌ لأرض في أيّ زمن من الأزمنة إلّا بخنوع أهلها واستسلامهم، ولكنّ شعب البحرين لم يرضَ يومًا ببقاء محتلّ في أرضه ولم يستسلم لأيّ احتلال ولن يرضى أو يستسلم مهما طالت السنين، وسيعتمد كلّ أنواع المقاومة في سبيل استرداد السيادة والاستقلال وطرد المحتلّ الغاشم، فإنّ شعب البحرين هو «شعب السيادة».