أشاد ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بصمود شعب البحرين طيلة عقد من الزمن حيث ثبتَ في الساحاتِ تمسّكًا بأهدافِهِ ومبادئِهِ، وسطّرَ أروعَ البطولاتِ في الميادينِ والمعتقلاتِ، وصبرَ على مُرِّ الأيّامِ وقسوتِها وهو يواجهُ الظلمَ الخليفيَّ وإجرامَهِ بكلِّ سلميّةٍ وشجاعةٍ منقطعةِ النظير، مقدّمًا الشهداءَ والمعتقلينِ والجرحى والمطاردينَ والمهجّرينَ، وما زال مصرًّا على عدمِ التراجعِ حتى نيلِ حقوقِهِ المشروعةِ وفي مقدّمتِها حقُّ تقريرِ المصير.
جاء ذلك في خطاب فبراير تحت عنوان «كلمة للميدان والسياسة» يوم الأحد 14 فبرار/ شباط 2021 الذي حيّا فيه مدير المكتب السياسي للائتلاف في بيروت سماحةِ الشيخِ عيسى أحمد قاسم، والرموز القادة المغيّبينَ في السجونِ ظلمًا وعدوانًا والجرحى والمطاردينَ والمغتربينَ، وسائرِ أبناءِ الشعبِ المرابطِ في البحرين.
وأضاف أنّه مرّ عقدٌ من الثّباتِ والمقاومةِ في مواجهةِ النظام الخليفيّ الذي لم يتورّعْ عن ارتكابِ أبشعِ الجرائمِ ضدَّ الشعبِ الأعزلِ المُسلمِ المسالمِ، حتى أسقط الشهداء الذي صاروا قدوة لكلّ الشعب.
ووصف ائتلاف 14 فبراير هذا العقد بعقد المقاومةِ والصمودِ الذي أعجزَ الديكتاتورَ حمدَ بنَ عيسى، وهزمَ جنودَهُ الخائبينَ رغمَ استقوائِهِ بعناصرِ الاحتلالِ الإماراتيّةِ والسعوديّةِ الخائبةِ في الأساس، والتي تتلقّى الهزيمةَ تلو الأخرى على يدِ المجاهدينَ الأبطالِ في اليمنِ، مضيفًا «وها هو بعد عجزِهِ وفقدانِهِ أيَّ شرعيّةٍ شعبيّةٍ، يرتمي في أحضانِ الصهاينةِ أعداءِ الأمّةِ الإسلاميّةِ والعربيّةِ، بأمرٍ من سيّدِهِ الأمريكيِّ «ترامب» الذي سقطَ سريعًا في الانتخاباتِ الأمريكيّةِ ذليلاً صاغرًا، ظنًّا منه أنّهم سيكونونَ الداعمَ له ولعرشِهِ المتهاوي، فهو يعلمُ أنّه يواجهُ شعبًا لا يعرفُ التراجعَ ولم يعرفْه طيلةَ العقودِ الماضيةِ ولن يعرفَه مهما طالتِ السنين، بل هو شعبٌ متمسّكٌ بقضيّةِ فلسطينِ المركزيّةِ، ولا يتنازلُ عنها وقدّمَ على طريقِها الشهداء، وسيخيّبُ آمالَ النظامِ الذي حاولَ الاستقواءَ بحليفِهِ الصهيونيّ».
وأكّد أنّ شعب البحرين يقف في خندقِ الحقِّ والجهادِ والمقاومةِ؛ ففي فلسطينَ نقفُ معَ القضيّةِ المركزيّةِ، وفي اليمنِ مع شعبِهِ البطلِ والمقاومِ، وفي الحجازِ مع شعبِها المعطاءِ المناهضِ للحكمِ الديكتاتوريِّ المستبدِّ، وعلى امتدادِ المنطقةِ مع محورِ المقاومةِ في مواجهةِ الغدّةِ السرطانيّةِ الصهيونيّةِ وكلِّ مشاريعِها الهدّامة، ومواجهةِ قوى الاستكبارِ العالميِّ وكلِّ أطماعِها وأهدافِها التدميريّةِ للأمّة الإسلاميّةِ والعربيّةِ.
وشدّد على الثباتِ على أهدافِ الثورة المجيدة، وأبرزُها حقُّ تقريرِ المصيرِ كما نصّتْ عليه المواثيقُ الأمميّةُ وأقرّته في قوانينِها وعهودِها؛ موضحًا أنّ من حقِّ الشعبِ أن يكونَ مصدرًا حقيقيًّا وفعليًّا للسلطاتِ جميعًا، وأن يمنحَهَا الشرعيّةَ وفقَ دستورٍ جديدٍ يكتبُهُ بيدِهِ ويُحدّدُ فيه نوعَ نظامِهِ السّياسيِّ الذي يرتضيه، مضيفًا «لقد انتصرْتُم بثباتِكُمْ طيلةَ هذا العقدِ من الثورةِ، ولم تمنحوا النظامَ الخليفيَّ الشرعيّةَ؛ وواصلْتُمْ حضورَكُم في الميادينِ والساحاتِ رغم قساوةِ القمعِ والتنكيلِ والاعتقالاتِ الواسعةِ والمتواصلةِ، والتي لن تمنعَنَا من أن نكونَ على استعدادٍ لإحياءِ ذكرى ثورتِنا المجيدةِ في كلّ عامٍ بما يليقُ بحجمِ التضحياتِ الجسيمةِ التي قدّمتموها طيلةَ العقودِ الماضية، وبما يدخِلُ الطمأنينةَ والصمودَ إلى قلوبِ الأسرى من تيجانِ الوطن، والرموزِ القادةِ المغيّبينَ في السجونِ، وبما يداوي الجرحى ويُسعدُ قلوبَ أمّهاتِ الشهداء، وبما يبعثُ الصّبرَ في نفوسِ المُطارَدين والمُهجّرينَ وكلِّ المُضحّين».
ووجّه في ختام الخطاب التحيّة لكلّ الذين شاركوا في الفعاليّاتِ كافةً في المدنِ والبلداتِ البحرانيّةِ وفقَ البروتوكولاتِ الصحيّةِ المتعلقةِ بوباء كورونا، مؤكّدًا « مواصلة المسيرة مهما كانت محفوفةً بالمخاطرِ والآلامِ، فلن نهابَ الإرهابَ الرسميَّ للكيانِ الخليفيِّ المجرمِ المُتعطّشِ لدماءِ الأبرياءِ، وانتهاكَهُ الحرماتِ وهدمَهُ بيوتَ اللهِ وحرقَ القرآنَ الكريمَ؛ ولن توقفَ مسيرةَ النصرَ المؤامراتُ البريطانيّةُ والصهيونيّةُ».