عن رسول الله «ص»: «الشهيد يبعث يوم القيامة وجروحه تشخب دمًا، اللون لون الدم، والريح ريح المسك».
عظيمة جدًّا حرمة الدماء في شريعة السماء، ولا يجوز هدرها إلّا في موارد مشدّدة، بل لدينا في الفقه الإسلاميّ أنّ للجروح قصاصًا، فما بالنا وإزهاق الأنفس والأرواح؟ فهي -من باب أولى- أن تُحفظ وتُحترَم.
وبالرغم من أهميّة إشاعة ثقافة الشهادة في سبيل الله، وما لها من أثر في تثبيت الدين والمؤمنين لإقامة العدل في أرض الله، فإنّ الاقتصاص من القتلة والمجرمين له من الأثر الكبير في إحقاق الحقّ وردع الباطل وإزهاقه، وتأكيد ضرورة حقن دماء الإنسان المؤمن خصوصًا، حيث ورد في كتاب «جامع أحاديث الشيعة» للمرجع البروجردي: «حرمة قتل المؤمن بغير حقّ وثبوت الكفر باستحلال قتله وأنّ من قتله فكأنّما قتل النّاس جميعًا ويبوء بإثمه وإثم المقتول، وأنّ أوّل ما ينظر اللّه بين النّاس الدّماء وحرمة مال المؤمن وعِرْضه».
إنّ من الأهميّة بمكان إدراك ضرورة إنفاذ حكم القصاص على القتلة الخليفيّين ومرتزقتهم، لما أوغلوا في دماء شعبنا على مدى ما يقارب 240 عامًا من الاحتلال، بل إنّه من الحكمة البالغة، إذ يؤدّي عدم العمل بحكم القصاص لانتشار الفساد، والقتل على أبسط الأسباب، وبالتالي عدم حقن الدماء التي حرّم الله سفكها.
وتنتهي مسؤولية الشهيد بارتقاء روحه لبارئها، ويعيش في خلود الجنّة ونعيمها، وتبدأ مسؤوليّة المجتمع المؤمن في ضرورة ردّ الاعتبار بعد تعدّي الحدود التي وضعها الله لتنظيم الحياة، والسعي المتواصل لتطبيق شرع الله.