تحلّ اليوم الذكرى السابعة لاستشهاد قائد من قادة ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، قائد ظلّ يقاوم حتى آخر رمق من حياته قبل أن يمضي شهيد الاغتراب والمرض، وهو الشهيد «السيّد علي الموسوي (أبو هادي)».
برز الشهيد كناشط إعلاميّ منذ انتفاضة التسعينيّات، ولم يمنعه الاعتقال والتعذيب من مواصلة مسيرته الإعلاميّة حتى ثورة 14 فبراير 2011 حيث دأب على نقل الأخبار والتقارير اليوميّة لمجريات الثورة من دون الرضوخ لتهديدات النظام الخليفيّ، إذ كان يعمل مراسلًا لقناة العالم الإخباريّة في ظروف أمنيّة صعبة، ينقل الصورة كما هي، وأبى أن يترك وطنه ويهاجر بالرغم من عروض الهجرة وطلبات اللجوء السياسيّ التي انهالت عليه، غير أنّ زيادة التهديدات بقتله وتصفيته أرغمته على الهجرة، متنقّلًا بين العراق وإيران ولبنان؛ ليكمل مشروعه في المهجر، صابرًا على الغربة وفراق الأهل والأحبّة.
قضّ الشهيد القائد مضاجع آل خليفة بفضحه جرائمهم، فوضعه النظام على لوائح المطلوبين على خلفيّة تهم كيديّة ملفّقة منها «التخطيط لارتكاب عمليّات إرهابيّة، واستقطاب عدد من الأشخاص، وتشكيل جماعة منظّمة تعمل على تهريب الأسلحة والمتفجّرات بأنواعها إلى البحرين»، بحسب ادّعاء محاكمه غير الشرعيّة.
وعلى الرغم من ذلك، لم يترك الثورة بل استمرّ تحت لواء ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير قائدًا فذًّا، نذر ما تبقّى من عمره في النضال والجهاد من أجل قضايا الشعب والوطن، حتى قضى شهيد الغربة بعيدًا عن أهله ووطنه في مدينة النجف الأشرف في 6 فبراير/ شباط 2014، ملتحقًا بركب الشهداء القادة والمجاهدين الأبطال الذين لم يتخاذلوا يومًا عن تأدية واجبهم الثوريّ وتكليفهم الشرعيّ.
عاد نعش الشهيد القائد يوم الخميس 20 فبراير 2014 إلى البحرين رغم أنف النظام الخليفيّ، حيث شيّعه الآلاف في مسقط رأسه بلدة سار، متحدّين استنفار مرتزقة العدوّ الخليفيّ لقمعهم ومنعهم من حضور التشييع، ونعته قوى المعارضة البحرانيّة والأساتذة والطلّاب البحرانيّين في الحوزة العلميّة في قم المقدّسة، وناشطون على وسائل التواصل الاجتماعيّ، ليبقى الشهيد حيًّا في نفوس أبناء شعب البحرين، وشعلة وقّادة للثورة لا تنطفئ.