يستمرّ معتقلو الرأي في معركتهم ضدّ النظام الخليفيّ حيث يعمدون إلى نقل ما يتعرّضون له من انتهاكات وتعذيب داخل السجن إلى خارجه ليكون بعهدة الرأي العام والمنظّمات الحقوقيّة.
وفي هذا السياق جدّد المعتقل السياسي «حسن علي عطية» نفيه وجود إجراءات وقائية داخل السجن، مكذّبًا مزاعم وزارة الداخلية والمؤسّسات «الرقابيّة» المنضوية تحتها، حيث أكّد أنّ أوضاع مبنى 12 الذي يقبع فيه مأساوية؛ فعدد المعتقلين يقدّر بـ386، بينما لا يتمّ السماح لأكثر من 10 أشخاص بمراجعة عيادة السجن، مطالبًا بالتحرّك لإنقاذهم من انتقام النظام الخليفيّ والتضييق عليهم بسبب نقلهم حقيقة الأوضاع داخل السجن، موضحًا أنّ مكالماتهم تخضع للرقابة من المرتزقة الذين يتدخلون حتى في الخصوصيّات العائلية أثناء المكالمات.
وأصدرت عائلة المعتقل «حسن البقالي» بيانًا بتاريخ 21 يناير/ كانون الثاني 2021، طالبت فيه المنظّمات الحقوقيّة بالتحرّك من أجل تمكينه من الحصول على حقوقه، بعد الكشف عن مصيره، حيث تقدّمت بالشكر لكلّ النشطاء والحقوقيين، وكلّ من أسهم بالتحرّك للمطالبة بالكشف عن مصيره، مؤكّدة أنّه أجرى اتصالًا مساء يوم الأربعاء 20 يناير/ كانون الثاني، لمدّة دقائق معدودة.
ودعت عائلة البقالي إلى أهميّة مواصلة التحرّك من أجل إكمال علاجه في المستشفى، ونقله من مبنى العزل الذي يوجد فيه لأكثر من 14 يومًا- على حدّ قولها.
هذا وذكرت الحقوقيّة «إبتسام الصائغ» ما يتعرّض له رفاق الشيخ زهير عاشور الثلاثة «صادق الغسرة، ومحمد فخراوي، وحسن عطية»، حيث أكّدت أنّ ظروفهم قاسية بسبب برودة الطقس ولا وجود لبرنامج يوميّ لهم ولا تنظيم مواعيد العيادة مع تقليل مدّة التشمّس والتضييق عليهم وقت الاتصال.
كما نقلت الصائغ جملة من الانتهاكات التي تمارس على المعتقلين في سجن جوّ؛ ففي مبنى 12 انقطع الاتصال منهم بعد تناقل أنباء عن تعرّضهم لحملة تفتيش في منتصف الليل، واحتجاجهم على الطريقة، فتمّ تقييد 4 معتقلين عرف 3 منهم «السيد عباس مهدي محسن، وحسن يوسف الياسر، وجلال عباس العصفور» ونقلهم لجهة مجهولة، يعتقد أنّها مبنى 15 السيّئ الصيت.
وأضافت أنّه في مبنى 13 نفّذ المرتزقة حملة تفتيش صادروا خلالها مقتنيات السجناء التي اشتروها بأموالهم الخاصة من دكان السجن، ومنها الشراشف والوسائد، ومن مبنى 14 المصنّف كأسوأ مبنى ويضمّ السجناء المحكومين على خلفية سياسيّة وأصحاب الأحكام الكبيرة تتواصل الإفادات التي تؤكّد سوء الأوضاع فيه وكثرة الانتهاكات والقمع الممنهج والتضييق المتعمّد.
كما لفتت الصائغ إلى أوضاع المعتقلين المرضى بالسكلر الذين تتضاعف معاناتهم مع الطقس البارد وتدنّي درجات الحرارة وارتفاع نسبة إصابتهم بفيروس كورونا في ظلّ الإهمال المتعمّد.
يُذكر أنّ السجون الخليفيّة تعجّ بأكثر من أربعة آلاف معتقل رأي سجنوا وحوكموا في محاكم فاقدة الشرعيّة على خلفيّة سياسيّة وبتهم كيديّة مفبركة، وقد وصلت أحكام بعضهم إلى الإعدام والمؤبّد مع إسقاط الجنسيّة باعترافات انتزعت تحت التعذيب في غرف التحقيق الإرهابيّ بتهم جاهزة وفق ما يقرّرها الجلّادون، حيث يعمد النظام إلى سياسة الإخفاء القسريّ لتحقيق غاياته.