كشفت عائلة معتقل الرأي «الشيخ زهير عاشور»، الذي تحوّلت قضيّته إلى قضيّة رأي عام، العديد من الانتهاكات الخطرة التي تعرّض لها خلال إخفائه قسرًا منذ نحو 6 أشهر.
وقد أوضحت في بيانها رقم «6» يوم الإثنين 18 يناير/ كانون الثاني 2021 أنّ سماحته تمكّن، قبل أن تقطع إدارة السجن اتصاله الثاني بعد سماع صراخ مأموري السجن، من كشف حقيقة ما جرى عليه من تعذيب وحشيّ.
وذكرت العائلة أنّ الشيخ زهير أبلغها أنّ إدارة السجن حمّلته مسؤولية تحريض السجناء على المطالبة بحقوقهم في شهر محرّم وعلى إثر ذلك اقتيد إلى جهة مجهولة، وتمّ عزله بشكل تامّ عن العالم الخارجي في السجن الانفرادي، ومنعه من النوم لمدّة سبعة أيام، والدخول عليه بين فترة وأخرى من قبل بعض ضباط السجن وتعذيبه بوحشيه بالضرب على كل أجزاء جسمه، كما كان مقيّد اليدين والرجلين بالسلاسل الحديدية ملقى على الأرض من دون غطاء أو أي شيء للنوم عليه، ويمرّر له الطعام عبر فتحة صغيرة تحت باب الزنزانة، وقد تعرّض للتعذيب الوحشيّ طيلة هذا الأسبوع عبر الضرب والاعتداء المبرح بخراطيم المياه والشتم والإهانة والسباب، ومنع من تأدية الصلاة والعبادة أو الاستحمام أو قضاء حاجاته الإنسانية بشكل طبيعي، مع مواصلة تهديده بالتصفية الجسديّة، وقد بقي سماحته بعد هذا الأسبوع غير قادر على الحركة، وذلك لتدهور حالته الصحية جراء هذا الكمّ من التعذيب، لينقل بعدها إلى مبنى العزل «15»، وبعد ذلك نقل إلى مبنى رقم «4»، وهو القسم المخصص للسجناء المصابين بأمراض وبائية خطيرة معدية، وقد وُضع في غرفة مع بعض هؤلاء المرضى، وذك بهدف تصفيته بشكل بطيء وإبعاده عن باقي السجناء السياسيين، وفق بيان العائلة.
وأكّدت عائلة الشيخ أنّها تضع هذه المعلومات برسم النظام الخليفيّ وكلّ المؤسسات الحقوقية المحلّية المستقلة أو المرتبطة به لتبيّن منطقيّة تحركاتها، وأنّ ما يحدث في السجون يندى له الجبين، ويجب أن يتوقف بعد إجراء تحقيقات محايدة تكشف حقيقية ما جرى من انتهاكات وتقديم المسؤولين عنها للعدالة، مضيفة أنّها ستوثّق ما حصل للشيخ من انتهاكات جسيمة وتقدّمها إلى المنظّمات الحقوقيّة الدوليّة وعلى رأسها رئيسة مجلس حقوق الإنسان السيدة نزهت خان، والمقرّرون الخاصون بالتعذيب والاعتقال التعسفي.
هذا وكانت قضيّة سماح الشيخ زهير عاشور قد حازت اهتمام المنظّمات الحقوقيّة وحقوقيين وبرلمانيّين غربيّين بعد كشف الجرائم التي يمارسها النظام على سماحته، وخاصّة موضوع الإخفاء القسريّ ومنعه من التواصل مع عائلته.