أكّد مراقبون أنّ الولايات المتحدة تحاول إعادة إحياء داعش في قلب الصحراء السوريّة، من خلال مدّ سيطرة قواتها خارج منطقة 55 كيلو، والتحكم بالمحافظات المحيطة بها، كون البادية تمتدّ من حدود محافظة حماة وحمص إلى دير الزور والرقة، وجنوبًا نحو ريف دمشق والسويداء، وتقع على خط الحدود الأردنيّة والعراقيّة، وتلامس قاعدة التنف التي تؤمن الدعم اللوجستي للدواعش، وتضمّ في جنباتها مناطق غنية بالموارد الطبيعية من نفط وغاز وفوسفات.
وأوضح المراقبون أنّ تنظيم داعش الإرهابي يعدّ البديل للجيش الأمريكي في مواجهة الجيش السوريّ لأنّه يمتلك قدرة كبيرة على المناورة والتخفي بمستوى قدرته على السيطرة وإدارة التوحش نفسه، والجيش السوري والحلفاء يدركون ذلك جيّدًا حيث انطلقوا من هذه القاعدة للاستعداد لمرحلة الاستنزاف التي تسعى لها الإدارة الأمريكيّة، بعد انتهاء مرحلة القتال الجبهوي، إلى المرحلة التي تعتمد أصلًا على العمل الاستخباراتي وضرب نقاط تحرّكهم وتمركزهم.
ولفت المراقبون الى أنّ ساحة المواجهة مع المشروع الأمريكيّ في البادية السورية ترتبط إلى هذا اليوم مع ملامح معركة قطع فيها الجيش شوطًا كبيرًا من إعادة التموضع والتنقل، وتنظيم المواجهة عبر عمليات دقيقة وسريعة وخاطفة، تعتمد على الأمن الوقائي والإجراءات الحاسمة، ستشكّل أساسًا لإنهاء حرب الاستنزاف التي أعلنها الأمريكي في بادية الشام وحتى الحدود العراقية.