يبدو أنّ حمد بن عيسى متمسّك بعدائه لقطر لدرجة أنّه خرج عن طاعة وليّ أمره النظام السعوديّ، ولم يحضر قمّة مجلس التعاون الخليجيّ، بل أرسل ابنه سلمان بدلًا منه.
خطوة قد توصف بالمتهوّرة حيث إنّ حمد يدرك جيّدًا أنّه لا يمكن له مخالفة أوامر السعوديّ وضرب قراراته عرض الحائط من دون دفع ثمن باهظ، لذا سارع إلى إرسال برقيّة لسلمان بن عبد العزيز يهنّئه على نجاح القمّة الـ41 للمجلس، في محاولة لامتصاص ردّة فعل الأخير المرتقبة.
البرقيّة حملت مضامين لمتذلّل ينشد الغفران على ذنب كبير، فقد «أشاد بالجهود الكبيرة التي بذلها النظام السعوديّ بقيادة ابن عبد العزيز وابنه محمد في الإعداد والتحضير لانعقاد هذه القمّة، عبر تسخير كافّة الإمكانيات وتذليل الصعوبات، والتي أسهمت في نجاحها».
كما أعرب «الابن العاق» عن تقديره واعتزازه بالدور «الريادي» لهما في تطوير مسيرة العمل الخليجيّ المشترك، وتعزيز التعاون والتنسيق بين دول المجلس، لتحقيق تطلّعات وآمال شعوبه الشقيقة، نحو مزيد من الترابط والتعاون والتكامل.
هي برقيّة يراها مراقبون محاولة لامتصاص الغضب السعوديّ من عدم حضوره شخصيًا في القمّة، والتكفير عن هذا الخطأ، ولتدارك أيّ تفسير سعوديّ أو خليجيّ لتجاهله دعوة «الملك السعوديّ» إلى الحضور.
يذكر أنّه منذ أن لاحت بوادر الصلح مع قطر حتى استنفرت أبواق النظام الخليفيّ وإعلامه المأجور، وشنّوا هجمة شرسة على قطر بل حتى تطاولوا على «وليّ أمرهم» النظام السعوديّ، بل تأزّم الوضع أكثر وساد توتّر بين قطر والنظام الخليفيّ على خلفيّة اتهامات متبادلة بالخروقات الجوّية والبحريّة، إضافة إلى تقديم كلّ منهما شكوى إلى مجلس الأمن بخصوص هذه الخروقات.