أكّد سماحة الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم أنّ الشعب الذي يُراد صنعه بالإعدامات والسجون والتهديد لن يولد على أرض البحرين.
ورأى في بيان له يوم الأربعاء 6 يناير/ كانون الثاني 2021 أنّ البحرين هي سجن للشعب ما دامت تحكمُه سياسةٌ تَحسبُ عليه أنفاسَه وتحاسِبه عليها، ولا تعترفُ له بقيمة ثقافته الإسلامية، وتحاربُ مؤسساتها، وتطارده في شعائره الدينية، وتضيّقُ الخناق عليها، وتمنعُ عليه حريّة التعبير، وتعاقبُ عليها، وتسلبُه الخيارَ السياسي، والإسهامَ في صنع حاضره ومستقبله، وتجرّمه التجريم الشديد لمطالبته بحقه السياسي وغيره من الحقوق.
كما لفت إلى سجون النظام الخليفيّ التي تقبرُ حريات الألوف، وتدوسُ حقوقهم؛ لأنَّهم قالوا لا بدّ للسياسة من تصحيح، وللظلمِ من تغيير، وللحقوقِ أن تعود، وللشعب أن تُسمع كلمته، ويؤخذ رأيه في مصيره، وتحترم إرادته، والاعتراف بأنّ الأصل هو الشعب وإرادته، ولا أصالة لحقِّ النظام الحاكم إلاّ من أصالة حقِّ الاختيار للشعب، مشدّدًا على حق المعتقلين بالحريّة.
وهذا نصّ البيان:
الوطن سجنٌ مُلىء بالسجون الكثيرة.. وكلمة الحق لن تنهزم ولن تتراجع
الشعب الذي يُراد صنعه بالإعدامات والسجون والتهديد لن يولد على أرض البحرين
بسم الله الرحمن الرحيم
شعبَنا العزيزَ في البحرين تحكمُه سياسةٌ تَحسبُ عليه أنفاسَه وتحاسِبه عليها، ولا تعترفُ له بقيمة ثقافته الإسلامية، وتحاربُ مؤسساتها، وتطارده في شعائره الدينية، وتضيّقُ الخناق عليها، وتمنعُ عليه حريّة التعبير، وتعاقبُ عليها، وتسلبُه الخيارَ السياسي، والإسهامَ في صنع حاضره ومستقبله، وتجرّمه التجريم الشديد لمطالبته بحقه السياسي وغيره من الحقوق.
ووطنٌ هذه هي السياسة النافذة في حكمه سجنٌ كبيرٌ، حتّى لو كان أوسع الأوطان أرضاً وسماء، فضلاً عن البحرين وهي مثال للمحدودية في جغرافيتها.
وهذا الوطنُ السجنُ مُلىءَ بالسجون الصغيرةِ، الكثيرةِ، السالبةِ للحرية، المصادرةِ للحقوق بصورةٍ أوسع، وشِدّةٍ أكبر…
سجونٌ تقبرُ حريات الألوف، وتدوسُ حقوقهم؛ لأنَّهم قالوا لابد للسياسة من تصحيح، لابد للظلمِ من تغيير، لابد للحقوقِ أن تعود، لابد للشعب أن تُسمع كلمته، لابد أن يؤخذ رأيه في مصيره، لابد أن تحترم إرادته، لابد من الإعتراف بأن الأصل هو الشعب وإرادته، وأن لا أصالة لحقِّ النظام الحاكم إلاّ من أصالة حقِّ الاختيار للشعب.
إنها السجونُ المكتظّةُ بالمظلومين الأحرار، وهي لتعليم كلِّ أحرار الشعب بأنَّ ثمن كلمة الحرية وكلمة الحقّ هي التغييب في السجن ومصادرة حقّ الحياة، والسحق الكامل لحقّ الحرية وكلّ حقّ، ومن بقي له شيء من اعترافٍ فليس من باب الحقّ، وإنما هو من باب المنّ.
هذا الشعبُ المطلوبُ صُنْعُه بالسجونِ، والإعداماتِ، وسلبِ الحقوق، والتهديدِ، والرعبِ، والوعيدِ، لن تعرفه أرض البحرين، ولن تسمح الصحوة الإسلامية أن يولد على أرض من أرض الإسلام.
والسجناءُ -فعلاً- من أبناء شعبنا يزدادون صلابةَ إيمانٍ، وشدّةَ تمسُّكٍ، ومِن روح المقاومة؛ من أجل دينهم وحريّتهم وكلِّ حقوقهم وحقوق هذا الشعب.
وكلمةُ الحقِّ لن تنهزم ولن تتراجع.
والاحتماء بالظلم وبأعداء الأمّة طريق خاطىء عند من يعقل.
عيسى أحمد قاسم
06 يناير 2021