{فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [هود/112]
يُعَرَّفُ الطغيان بأنّه خروج عن حدّ الاعتدال، فالذهاب في الإفراط أو الانغماس في التفريط يدخل في دائرة «الطغيان» أيضًا، لذلك يُعدّ الاعتدال من أهمّ صفات الإنسان الساعي نحو الكمال الإلهيّ، لكنّ الاعتدال، رغم ذلك، لا قيمة له من دون الاستقامة والإقامة والمداومة عليه، لكي يُعطي ثماره.
وهنا يقول سماحة الإمام القائد الخامنئي «دام ظلّه العالي»: «الاستقامة تعني الثبات في هذا الدرب وعدم التأثّر بالعوامل المختلفة، فالدرب ليس دربًا مُعبّدًا سهلًا، طريق الله، طريق السعي في سبيل الله، طريق إقامة الحقّ والعدل، طريق الوصول إلى الحضارة الإسلاميّة والنظام الإسلاميّ الحقيقيّ والمجتمع الإسلاميّ طريقٌ صعب. إنّه طريق مليء بالمنعطفات والمنعرجات، طريق قد تتزعزع فيه عزيمة البعض وإرادتهم نتيجة الاصطدام بالعقبات والصعوبات. حاولوا أن لا تتزعزع عزائمكم وإراداتكم في هذا الدرب، بل تزداد أقدامكم ثباتًا يومًا بعد يوم إن شاء الله».
ويُعبّر عن الاستقامة بالصبر على الطريق الصحيح والمنهج السليم، وهذا يتطلّب وعيًا مبنيًّا على علم ويقين، فلا يجوز لنا أن نسير في طريق لا نعلم خصائصه، وبالتالي لا نحمل الزاد المناسب أو قد لا يسعنا أن نسير بالدابة الملائمة، وفي نهاية المطاف إما أنْ نتيه أو نتجه نحو الهاوية.
علينا بالوعي لما يخطّط له أعداء الأمّة، والثبات على طريقه، فالوعي والثبات متلازمان لا ينفكّان إنْ أراد الإنسان الوصول إلى نهاية سعيدة وأداء التكليف الشرعيّ المُلقى على كاهله، فهي وظيفة مهمّة جدًّا لا يمكن التنصّل منها.
وإنّ من أبرز محطات الوعي وأجلى مصاديقه في وطننا الغالي -البحرين- هو التعرّف إلى قيادة الأمّة ومن يمثّلها التمثيل الحقيقي، والتسليم له في أوامره ونواهيه، والانسجام مع ما يعبّر عنه في كلماته وخطاباته، حيث لا عذر بعد إلقاء الحجّة من كبار الكبار في العالم الإسلاميّ.
هي دعوة صادقة إلى أن نكون خارج أزمة التيه، والدخول في دفء النعمة الإلهيّة، وذلك بوجود الفقيه المقاوم القائد سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم «حفظه الله ورعاه»، وكذلك بالكفر بطاغوت البلاد حمد بن عيسى المغتصب لحكم أرضنا الطاهرة.
«الوعي والثبات» يكونان بمثابة المنقذ للشعب البحراني من براثن الاستبداد، والاستهداف الطائفيّ المقيت الذي تمارسه أجهزة السلطة الخليفيّة، والمنشّط الدائم للذاكرة الشعبيّة التي تختزن فيها ذكريات المقاومة والصمود في وجه أعتى آلات القمع، ومحاولات التخدير والخداع التي ترمي للنيل من العزّة والكرامة.