بسم الله الرحمن الرحيم
تحلّ في السابع عشر من ديسمبر من كلّ عام ذكرى «عيد شهداء» البحرين الذين سُفكت دماؤهم ظلمًا وجورًا، وبكلّ وحشيّة على أيدي مرتزقة نظام آل خليفة المارق، فمنذ تلك اللحظة التي صبغت فيها دماء الشهيدين الهانيَين «هاني خميس وهاني الوسطي» تراب أرض وطننا بالأحمر القاني قبل 26 عامًا في انتفاضة الكرامة عام 1994، لم يهدأ الشعب عن المطالبة بالحقوق المشروعة والقصاص العادل من القتلة عبر برنامج عمل ونشاط في كلّ عام، راسمًا مسارًا ومنهاجًا ثابتًا تجلّى في تخصيص هذا اليوم عيدًا لكلّ الشهداء الذين حملوا أرواحهم على أكفّهم، وقدّموا كلّ ما ملكوا لكي تنعم الأجيال القادمة بحريّتها وكرامتها، وتستردّ حقوقها المسلوبة.
وفي هذا العام، تمرّ هذه الذكرى على شعب البحرين في ظرف يعدّ الأصعب في تاريخ المواجهة الشعبيّة مع النظام الخليفيّ القاتل والفاسد وغير الشرعيّ، خاصّة بعد أن قرّر هذا النظام بيع سيادة البحرين للكيان الصهيونيّ الغاصب أملًا في دوام حكمه المهزوز، إضافةً إلى إعلانه، وبكلّ وقاحة، عن استعداده لفتح سفارة «إسرائيليّة» في المنامة؛ ضاربًا عرض الحائط كلّ القيم الإسلاميّة والثوابت العربيّة، ومواصلًا سياسة الاستبداد والتنكيل بحقّ الأصلاء من أبناء شعبنا الأبيّ بعد تولّي المدعوّ «سلمان بن حمد» منصب رئاسة الوزراء خلافًا للإرادة الشعبيّة الحرّة، حيثُ يحتجز آلاف المعتقلين السياسيّين، فيما يعيش آلاف آخرون بين المطاردة الأمنيّة داخل البحرين والهجرة القسريّة في الخارج.
نجدّد العهد في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير مع أرواح شهدائنا الأبرار ومع ذويهم الكرام، ونؤكّد الثبات على مبادئهم وأهدافهم التي استشهدوا من أجلها، وفي مقدّمتها حقّ شعبنا في تقرير مصيره، وإنهاء النظام الديكتاتوريّ القائم على الاستئثار بالثروة الوطنيّة والسلطة لصالح عائلة واحدة هي «عائلة آل خليفة»، كما نُجدّد الموقف في تحقيق القصاص العادل بكلّ من اقترفت يداه الآثمتان تلك الجرائم البشعة بحقّ كلّ شهيد، على الله نتوكّل، وهو الناصر والمعين.
المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الخميس 17 ديسمبر/ كانون الأول 2020