أقام الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة مؤتمرًا افتراضيًّا في الذكرى الـ33 لانتفاضة الحجارة، أكّد المشاركون خلاله أنّ التطبيع مع الصهاينة خيانة للدين ولقضيّة المسلمين المركزيّة فلسطين.
وقد قال رئيس الاتحاد «الشيخ ماهر حمود» إنّ التطبيع مع الكيان الصهيونيّ أنتجته نفوس مريضة وعقول غبيّة وأنظمة عميلة، وهو ليس إلا هباءً منثورًا، ولن يؤثّر في المقاومة التي تزداد رسوخًا وقوّة يومًا بعد يوم، مدينًا كلّ أشكال التطبيع مع الكيان الصهيونيّ.
وأكّد حمود أنّ «تطبيع الخيانة» لن يؤثّر في مشروع تحرير فلسطين، داعيًا جميع علماء الأمّة إلى الاتحاد مع علماء المقاومة، ومطالبًا الحكّام المطبّعين مع العدوّ الصهيونيّ بالاستيقاظ قبل فوات الأوان.
وشدّد نائب الأمين العام لحزب الله «الشيخ نعيم قاسم»، في كلمته، على أنّ «فلسطين محتلّة وهي قضية حقّ، و”إسرائيل” مغتصبة وهي الباطل».
وأكّد سماحته أنّ كلّ ما تملكه الأمّة الإسلاميّة من الحق في قضية تحرير الأرض هو الذي وعد الله به بالنصر والعزّة والكرامة، لافتًا إلى أنّه «على الرغم من حجم التآمر منذ وعد بلفور، فإنّ الأجيال المتتالية تلهج بفلسطين وتؤيد تحريرها وقدمت الغالي والنفيس من أجل أن تبقى عزيزة غالية»، مضيفًا «أنظمة الخليج لم تكن يومًا مع فلسطين ولم تدعم مقاومتها وكانت تدعم خطوات التنازل، والتطبيع كشف المستور وأظهر الخونة، وأظهر المقاومين والداعمين».
وأضاف «رأينا كيف سعت الأنظمة الديكتاتوريّة في منطقتنا إلى الموقف الخيانيّ تجاه قضيّة فلسطين منها، وأنّه لم يعد بالإمكان أن يكون أي واحد أو جماعة في المنطقة الرماديّة، لا خيار إلّا أن يكون أحدنا في أحد هذين المحورين أي المقاومة أو التطبيع ونحن مع محور المقاومة» لافتًا إلى أنّ محور المقاومة حقّق الانتصارات التي تبشّر بتحرير فلسطين في المستقبل،وأنّ المواجهة بين المحورين غير متكافئة ومع ذلك هناك صمود وتصميم على المواجهة من أجل تحريرها.
ورأى الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين «زياد نخالة» أنّ الذي يعتقدون بأنّ تحالفهم مع الكيان الصهيوني في مواجهة شعوبهم يحميهم إلى الأبد واهمون، وأنّهم بسلامهم المدنّس يحجبون مفاعيل إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، مشدّدًا على أنّ رحلة الطيران من ضفاف الخليج إلى ساحل المتوسط، الذي شهد التحوّلات الكبرى، ورسم مسارًا عميقًا في التاريخ، وواجه كلّ الحملات الصليبية التي كانت تستهدف السيطرة على القدس وفلسطين، لن تستطيع طمس الحقيقة وتغيير هويّة الأمّة.
وأكّد أنّ التطبيع مع العدو هو قفزة أخرى للمشروع الصهيوني في العمق العربي، لافتًا إلى ظهور تداعيات ما خطّطت له القوى العظمى بعد الحرب العالمية الأولى، بزرع الكيان الصهيوني في فلسطين، حيث أصبح اليوم حليفًا مقبولًا، وتُفتح له الحدود، بحرًا وبرًا وجوًا، في مواجهة الأمة وشعوبها المقهورة والمستنزَفة، والمسيطر عليها بأجهزة الأمن ولقمة العيش، وبوقاحة لا تخفى على أحد، وفق تعبيره، واصفًا الأنظمة العربية المطبّعة بأنّها التصقت بالمشروع الصهيوني، بلا خجل وبكلّ وقاحة، داعيًا هؤلاء إلى أن يستتروا من إقدامهم على رذيلة التعامل مع الكيان الصهيوني عن أعين الناس.
مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين قال في مشاركته في المؤتمر إنّ من يعتقدون بضرورة وجوب نصرة الشعب الفلسطيني وتحرير الأقصى الشريف هم أنفسهم من يناصرون سائر قضايا الأمّة الإسلاميّة، ولا يخشون في الله لومة لائم، داعيًا بقية علماء الأمة الساكتين إلى التحرك الفاعل والصادق مع الله في نصرة قضايا الأمة.
وأكد العلامة شرف الدين أنّ اليمن يدفع منذ 6 سنوات ضريبة مواقفه الصادقة تجاه فلسطين، موضحًا أنّ التجارب أثبتت أنّه كلّما اتجهت البوصلة نحو فلسطين وتحرير الأقصى اتّحدت المواقف في كثير من قضايا الأمّة الإسلاميّة.
ولفت إلى أنّ من لهم موقف من الشعب الفلسطيني ولا يرون نصرته ولا تحرير الأقصى أمرًا ضروريًّا هم الذين يقفون في الموقف المغاير تمامًا، وذهبوا لتبرير تطبيع بعض الأنظمة العميلة كالإمارات والنظام الخليفيّ، ولا قلق مهما كانت التحديات والصعوبات وقد أثبتت التجارب أنه كلما ثبت الناس وأصروا على المقاومة تحقّق نصر الله.