لا يتوانى الصهاينة عن وضع اللاهثين وراء التطبيع «بتكتّم» تحت الأمر الواقع، فوسائل إعلامهم منابر صادحة بفضح كلّ خفايا ما يدور وراء كواليس اتفاقيّات العار، وبالاتفاق- مؤكّدًا- مع أجهزة الكيان.
هو ضغط مذلّ للمطبّعين، ودفع لهم بقوّة نحو ما يصبو إليه الصهاينة ومن ورائهم الرئيس الأمريكيّ «المنتهية ولايته» دونالد ترامب، فبعد الإمارات والنظام الخليفيّ والسودان حان دور النظام السعوديّ الذي ما زال إلى الآن يراوغ في الإعلان رسميًّا عن هذه الخطوة، لغاية في نفس «ابن سلمان».
فقد شغل، يوم الإثنين 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، الإعلام الصهيونيّ، ومن باب واسع، بزيارة رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» «السريّة جدًّا» للملكة السعوديّة، والتي لم يدرِ بها حتى وزير الحرب «بني غانتس»، أو وزير الخارجيّة «غابي أشكنازي»، ليتناولها بكلّ تفاصيلها.
ووفق هيئة البثّ الإسرائيليّ «مكان»، نقلًا عن مصدر رسميّ صهيونيّ، فقد وصل نتنياهو مع رئيس الموساد «يوسي كوهين» يوم الأحد 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 إلى مدينة نيوم الساحليّة والتقى بـ«محمد بن سلمان» وبإشراف وزير الخارجيّة الأمريكيّ «مايك بومبيو».
وقد أقلعت الطائرة التي أقلّت نتنياهو من الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة ما بين «الخامسة والثامنة مساءً»، تحت اسم شركة من «سان مورينو»، وعادت إلى مطار بن غوريون الدوليّ عند منتصف ليلة الأحد.
هذا وأكّدت «صحيفة هارتس» زيارة نتنياهو للملكة، فيما أشارت «صحيفة يديعوت أحرونوت» إلى أنّه غادر على متن طائرة تنفيذيّة إسرائيليّة خاصّة في الساعة «19:50»، وعاد في الساعة «23:50»، حيث هبطت الطائرة في مطار بن غوريون تمام الساعة «00:50» بتوقيت القدس المحتلّة.
وتكمل الجهات الرسميّة سيناريو الإعلام في الكيان الصهيونيّ بحبكة محكمة، إذ أكّد وزير التعليم الصهيونيّ «يوآف غالانت» صحّة الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام عن الزيارة، قائلًا «حقيقة أنّ الاجتماع قد عقد، وأنّه تمّ الكشف عنه علنًا، حتى ولو بشكل شبه رسميّ حتى الآن، وهو أمر في غاية الأهميّة».
كما ذكر السفير الإسرائيليّ السابق في مصر «إسحاق ليفانون» في مداخلة على قناة الجزيرة، أنّ اللقاءات بين المسؤولين السعوديين والإسرائيليّين مستمرّة منذ زمن، ولفت إلى أنّ زيارة نتنياهو ليست مستغربة، بالنظر إلى العلاقات والاتصالات بين رئيس جهاز الموساد «يوسي كوهين» وعدد من المسؤولين السعوديين.
أما وزير الحرب «بيني غانتس» فقد استنكر تسريب خبر الرحلة «السريّة»، واصفًا ذلك بـ«خطوة غير مسؤولة»، ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الصهيونيّة عنه قوله «ليست هذه هي الطريقة التي أتصرّف بها، ولن أتصرّف بهذه الطريقة، وهذا إزعاج لمواطني إسرائيل»، وتابع «أتخيّل حجم الأشياء السريّة التي قمت بها خلال حياتي، بما في ذلك في مهمات مع نتنياهو».
سعوديًّا، نفي خجول لا يكاد يُلحظ صدر عن المدعوّ وزير الخارجيّة »فيصل بن فرحان»، الذي اكتفى بنفي «حدوث أيّ اجتماع بين «ابن سلمان «ومسؤولين صهاينة»، وقد يكون صادقًا في قوله إذا ما عدّ اللقاء بين ابن سلمان ونتنياهو مجرّد خلوة أصدقاء.