طوى «حمد بن عيسى» صفحته مع عمّه الذي مكث على قلبه طيلة نصف قرن، عبر الاكتفاء بصلاة الجنازة على جثمانه، يوم الجمعة 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، في مقبرة الحنينيّة بالرفاع، في مراسم اقتصرت على عدد قليل من آل خليفة بـ«ذريعة كورونا»، حيث حضر الجنازة «سلمان بن حمد» وبعض أفراد العائلة وكبار ضبّاط ما يسمّى قوّة دفاع البحرين ووزارة الإرهاب والحرس الوطنيّ، بغياب شخصيّات بارزة من آل خليفة.
إلى هذا تعرّض الإعلام الغربيّ إلى مقدار فساد «خليفة بن سلمان» ومدى قمعه الشعب واضطهاده، حيث ذكرت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانيّة إنّ «النشطاء والمعارضين في البحرين تعرّضوا لأساليب متعدّدة من الاضطهاد والتعذيب، مثل «الضرب والتحرّش الجنسيّ والعقوبات الجماعيّة»، طيلة حكمه، حيث كان يملك النفوذ بسبب سيطرته على جهاز الأمن والمخابرات والشرطة، ونظام السجون، فعمد إلى ممارسة سياسة القمع لجمعيّات المجتمع المدنيّ، ومنظّمات حقوق الإنسان الناشئة في البحرين، وقد ارتبطت به خلال عقود رئاسة الحكومة الانتهاكات والممارسات القاسية، ولا سيّما من قبل جهاز الأمن الداخليّ.
كما قالت الصحيفة أنّه أسهم في تفتيت البلاد والانقسامات الطائفيّة والمذهبيّة، وخاصّة ضدّ أبناء الطائفة الشيعيّة ذات الأغلبيّة الشعبيّة في البلاد، وتطرّقت إلى اعتقال الناشط الحقوقيّ «عبد الهادي الخواجة» عام 2004، بسبب انتقاده سياسته، كما أشارت إلى ثورة فبراير عام 2011، والتي انطلقت بسبب مزاعم الفساد الماليّ والإداريّ للنظام الخليفيّ، في الوقت الذي أعلن النظام حالة الطوارئ، وشنّ حملة قمع، أدّت إلى اعتقال آلاف الأشخاص وتعذيبهم، والعشرات من القتلى.
وقالت صحيفة «دير شبيغل» الألمانيّة في تقرير لها إنّ «خليفة بن سلمان أمضى 49 عامًا في منصبه، وهي الولاية الأطول لرئيس حكومة على مستوى العالم، وتراجع دوره في السنوات الأخيرة، مع بروز سلمان بن حمد» موضحة أنّه خلال فترة ولايته، كان شخصيّة رئيسيّة ومثيرة للجدل، خصوصًا بالنسبة لأبناء الطائفة الشيعيّة، حيث تعامل بأسلوب قمعيّ وعنيف مع المتظاهرين في احتجاجات عام 2011.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ «خليفة بن سلمان» يُعدّ شاهدًا على المراحل السياسيّة التي مرّت بها البحرين، وآخرها تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيونيّ، حيث دشّن النظام الخليفيّ رسميًّا في أكتوبر/ تشرين الأول العلاقات الدبلوماسيّة الكاملة مع الكيان الصهيونيّ، في خطوة منحته موطئ قدمٍ إضافيّ في الخليج، مع «بقاء خليفة بن سلمان بعيدًا عن الأضواء في هذه المسألة»، بعد تكليف وزير الخارجيّة بتولّي التوقيع على الاتفاق، واستقبال المسؤولين الصهاينة.