هي بضع كلمات كُتبت- كما يبدو- على عجل، تحت عنوان «الديوان الملكيّ ينعي صاحب السموّ الملكيّ رئيس الوزراء» ليتلقّف شعب البحرين والعالم أجمع خبر وفاة أقدم رئيس وزراء لما يقارب النصف قرن.
خبر نعي «رئيس وزراء النظام الخليفيّ طيلة 49 عامًا خليفة بن سلمان» أقلّ ما يقال عنه «خجول» لا يرقى إلى مستوى من يتفاخر به النظام الخليفيّ «شيخ القبيلة وكبيرها»، بعدما استفحلت المشاكل بينه وبين ابن أخيه «الملك العتيد» الذي ضاقت به الأرض من تسلّط عمّه ونفوذه، وهو ما عكسه بيان النعي الهشّ، وكأنّه خبر عاديّ في نشرة أخبار صباحيّة بالكاد يوجد من يستمع إليها، واللافت أيضًا أنّ الدوائر الرسميّة في البحرين ستعطّل عملها لمدّة 3 أيّام بدءًا من الخميس، أي ستكون العطلة الرسميّة الخميس والجمعة والسبت، مع العلم أنّه من المعتاد في حال وقوع عطلة ما طارئة في يومَي الإجازة الرسميّة «الجمعة والسبت» فإنّها تعوّض باليومين التاليين، ولكن يبدو أنّ ذلك سقط سهوًا من البيان، واكتفي بيوم الخميس ولا منّة لموت خليفة على شعب البحرين بإجازته.
وأخيرًا تنفّس «حمد بن عيسى» الصعداء بعد غصّة خنقته طيلة أعوام، مستعيدًا ما لم يستطع استعادته رغم استماتته على ذلك، وهو رئاسة حكومته «غير الشرعيّة» التي آلت إلى ابنه سلمان بعد طول انتظار.
أمّا الشعب البحرانيّ المناضل فما زال شعاره «يسقط النظام» بأكمله، النظام الذي احتلّ البحرين واغتصبها، وهجّر أهلها، وقتل أبناءها واعتقلهم، وسرق ثرواتهم.